علمت "الشروق" من مصادر قيادية في حركة مجتمع السلم، أن التيار المعارض لرئيس الحركة أبوجرة سلطاني، وقع اختياره على رئيس هيئة المؤسسين وعضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، عبد الحميد مداود، كمرشح خلال المؤتمر الرابع، وهو بمثابة إعادة إحياء لما سمي خلال مؤتمر 2003 ب "الطريق الثالث"، الذي كان يدفع نحو انتخاب مداود كخليفة للراحل محفوظ نحناح، بعد اشتداد التنافس على المنصب بين أبوجرة وسعيدي. وذكرت نفس المصادر، أن رحلة البحث عن "منافس قوي" لرئيس الحركة الحالي أبوجرة سلطاني، من قبل معارضيه في القيادة والذين يتقدمهم نائب رئيس الحركة عبد المجيد مناصرة، قد انتهت عند اقتراح ترشيح رئيس هيئة المؤسسين عبد الحميد مداود لهذا المنصب خلال المؤتمر الرابع، رغم أن الرجل كان مطروحا كخيار ثالث في مؤتمر 2003 لخلافة الراحل نحناح بعد اشتداد التنافس بين الجناح الأول بقيادة أبوجرة سلطاني، والثاني والذي يمثله حاليا معارضو رئيس الحركة الذين كانوا وراء ترشيح عبد الرحمن سعيدي للمنصب، كما أنهم رفضوا خيار الطريق الثالث آنذاك بعد أن كان سعيدي قاب قوسين أو أدنى من الفوز على اعتبار أن الخيار الثالث كان يقضي بعودة رئاسة الحركة لمداود وانتخاب أبوجرة وسعيدي نائبين له. وكشفت دورتا مجلس الشورى الأخيرتين، اللتان خصصتا لانتخاب لجنة تحضير المؤتمر، وكذا عرض لوائح المؤتمر وما ظهر خلالهما من خلاف حول تاريخ المؤتمر والصراع على عضوية اللجنة، أن الخلاف بين الجانبين وصل إلى نقطة اللارجوع، إلى درجة أن معارضي رئيس الحركة المرشح لخلافة نفسه يعدون العدة لقطع الطريق، أمام انتخابه لعهدة ثانية، حتى أن لجوء أبوجرة لتقديم تاريخ المؤتمر فسر على انه بدافع خلط أوراق خصومه الذين كانوا يحتاجون إلى متسع من الوقت لحشد الدعم لمرشحهم. وحسب ما استقيناه من معلومات، فإن معارضي أبوجرة الذين قال عنهم إنهم "هم أنفسهم خصوم 2003"، يرفضون وجوده على رأس الحركة لخمس سنوات أخرى بعد أن حدثت هفوة في خيارهم خلال المؤتمر السابق الذي قالوا بعده "موعدنا في المؤتمر القادم"، وبالتالي فهم درسوا بدقة مخططهم للإطاحة بسلطاني المعروف انه له من المؤهلات السياسية والامتداد في أوساط المناضلين مايجعل من هذه المهمة أكثر تعقيدا. وقوع الاختيار على رئيس هيئة المؤسسين وسيناتور الثلث الرئاسي، عبد الحميد مداود، جاء لعدة اعتبارات يرى معارضو سلطاني، أنها تجعل منه ورقة رابحة بداية بكونه يملك شرعية تاريخية داخل الحركة التي شغل فيها منصب نائب الراحل نحناح، وكان يسمى "الرفيق الشخصي" له، إلى جانب ذلك فبُعده عن التجاذبات التي تعرفها الحركة، جعلته يحظى باحترام الجميع من القيادة إلى القاعدة ويمثل رمزا من رموز الحزب. أما العامل الثاني في هذا الاختيار هو لعب ورقة العاصمة التي ينحدر منها مداود والتي تضم أيضا إطارات كثيرة تتخندق في صف المعارضين لرئيس الحركة. ويعني هذا الخيار من قبل خصوم أبوجرة، التخلي عن ورقة عبد الرحمان سعيدي، التي لعبوها عام 2003، والسبب حسب مصادرنا، هو أن الأخير رفض أن يتخندق في صف المعارضة بشكل جعل سلطاني يفرط في مدحه بالقول إنه رفض أن يكون جيبا من جيوب المعارضة. عبد الرزاق بوالقمح