سيقوم رئيس جمهورية التشاد إدريس ديبي إتنو ابتداء من السبت بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، الجمعة، أن هذه الزيارة تأتي "تجسيدا لإرادة الجزائروالتشاد في تدعيم علاقات الأخوة والصداقة والتضامن والتعاون خدمة لشعبي البلدين". وأوضح ذات المصدر أن "المحادثات التي ستجمع بين رئيسا البلدين ستتمحور حول العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية لا سيما في إفريقيا". وأضاف البيان أن المحادثات بين الطرفين ستتناول "تعزيز الجهود مع دول أخرى من شبه المنطقة من أجل استتباب السلام والأمن والإستقرار في الفضاء الساحلي الصحراوي خاصة في مالي وليبيا". وتأتي زيارة الرئيس التشادي إلى الجزائر بعد أيام من دعوة هذا الأخير الدول الغربية إلى تدخل عسكري في ليبيا التي قال إنها أصبحت "ملاذا آمنا للإرهاب وجميع المخبرين" ما يهدد منطقة الساحل برمتها، حسب تعبيره. ودعا رؤساء تشادومالي والسنغال الدول الغربية إلى "إنجاز المهمة" في ليبيا عبر التدخل ضد المعقل الجهادي في جنوب البلاد والذي يهدد منطقة الساحل برمتها. وفي خطاب نال تصفيقا كبيرا لدى اختتام المنتدى الدولي في دكار حول السلام والأمن في أفريقيا، قال "كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئا آخر". وقد تدخلت تشاد التي تعد قوة إقليمية، إلى جانب الجيش الفرنسي في مالي لمحاربة الجهاديين في 2013 في إطار عملية سرفال. وكان الرئيسان المالي إبراهيم بوبكر كيتا والسنغالي ماكي سال شددا قبله أيضا على التهديد الذي تواجهه المنطقة من جراء الحركة الجهادية ومختلف أنواع عمليات التهريب العابرة للحدود من جنوب ليبيا إلى حدود الجزائر والنيجر وتشاد. ويتحصن قسم من الإرهابيين الذي هربوا من مالي في هذه المنطقة التي أصبحت ملاذا حقيقيا لتهريب الأسلحة المسروقة من المخزونات الهائلة في مستودعات الجيش الليبي أيام العقيد القذافي. وترفض فرنسا حتى الآن أي خيار عسكري دون توافر بعض الدعم الدولي. وتدعو إلى تسوية سياسية في ليبيا التي تتواجه فيها حكومتان متنافستان وحيث يسيطر الإسلاميون المتطرفون على مزيد من المناطق. وإذا كان بعض البلدان مثل مصر تؤيد تدخلا جماعيا سريعا، تتخوف الجزائر في المقابل من انكفاء الإرهابيين نحو أراضيها.