استثنت الحركة الأخيرة التي قامت بها قيادة الدرك الوطني ومست مجموعات حرس الحدود والمجموعات الولائية، كل القيادات الجهوية الست للدرك الوطني على المستوى الوطني بوهران، قسنطينة، ورڤلة، تمنراست، البليدة وبشار. * وقال مراقبون إن الإبقاء على القادة الجهويين للدرك يعود إلى "الحرص على السلم الاجتماعي واستقرار الوضع الأمني"، استنادا إلى النتائج الميدانية المحققة ميدانيا، خاصة على مستوى الولايات التي عرفت حركات احتجاجية عنيفة، إضافة إلى سلسلة من الاعتداءات الإرهابية وتم "التحكم في الوضع وتحقيق عودة الاستقرار"، كما أن القادة الجهويين يملكون معطيات و"خبرة" في تسيير الملفات المحلية ذات الصلة بالأوضاع الاجتماعية والأمنية، ما يؤدي إلى فعالية التدخل ومواجهة أي طارىء، خاصة في ظل التعليمات الجديدة لرئيس الجمهورية التي تضمنها صراحة خطابه الأخير وتتعلق بمكافحة الإرهاب دون هوادة وعدم التساهل مع المتسببين في أعمال العنف والتخريب. * ومن أبرز الولايات التي شهدت حركات احتجاجية عنيفة بالغرب الجزائري، ولاية وهران على خلفية هزيمة فريق مولودية وهران، تخللتها أعمال تخريب وسطو وحرق خلفت خسائر مادية كبيرة وقبلها انتفضت ولاية الشلف بسبب قضية السكنات الجاهزة، لكن بعض المراقبين لا يستبعدون الإبقاء على قائد القيادة الجهوية الثانية للنتائج المحققة في مجال مكافحة التهريب والجريمة المنظمة، وهو ما كان وراء نقله في وقت سابق من القيادة الجهوية بتمنراست. * وعرفت مدينة بريان بولاية غرداية أعنف مواجهات بين الإخوة الفرقاء خلف خسائر مادية وبشرية، حيث تم جلب تعزيزات أمنية من الولايات المجاورة لمنع انزلاق الوضع، وتابع الوضع قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك ميدانيا وتنقل إلى المدينة وتبنى سياسة الحوار مع طرفي النزاع وانتهى الأمر بالتوقيع على أرضية اتفاق وعودة الاستقرار إلى هذه المدينة الحساسة بعد أيام من المواجهات. * وقالت مصادرنا إن استثناء القيادات الجهوية من التغييرات الأخيرة على صلة أيضا، بالوضع الأمني ومكافحة الإرهاب تحت إشراف قيادة الجيش، خاصة بالقيادة الجهوية الأولى بالبليدة والقيادة الجهوية الخامسة بقسنطينة، حيث حققت مصالح الدرك في ولايات بومرداس، تيزي وزو والبويرة، نتائج إيجابية في مجال مكافحة الإرهاب أبرزها القضاء على سعدواي عبد الحميد المدعو "يحيى أبو الهيثم" مسؤول المالية والعلاقات الخارجية في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في حاجز أمني بضواحي تيزي وزو، إضافة إلى إحباط محاولة تهريب كمية هامة من السلاح كانت موجهة إلى معاقل التنظيم الإرهابي بتيزي وزو، كما تمكنت مصالح الدرك من تفكيك عناصر شبكة دعم وإسناد منفذي الاعتداء ضد مهندس فرنسي وسائقه الجزائري بمنطقة بني عمران بولاية بومرداس. * ويشرف قائد القيادة الجهوية الأولى، إضافة إلى هذه الملفات على إعادة نشر فرق الدرك لضمان التغطية الأمنية بمنطقة القبائل. كما تم تحقيق نفس النتائج في مجال مكافحة الإرهاب بالقيادة الجهوية الخامسة للدرك، خاصة على مستوى ولايتي الوادي وبسكرة التابعتين لها، حيث تم تفكيك عديد من خلايا الدعم والتجنيد والقضاء على إرهابيين ينتمون إلى الجيل القديم للتنظيم الإرهابي مع حجز كميات هامة من المتفجرات كانت موجهة لورشات صناعة الأحزمة الناسفة والقنابل التقليدية.