قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إنه لا يرحب بقرار رئيس المخابرات هاكان فيدان الاستقالة وخوض انتخابات البرلمان، في إشارة إلى شقاق محتمل بشأن الترتيب للانتخابات الوشيكة داخل النخبة الحاكمة. وأثار رد فعل أردوغان على قرار فيدان -وهو من أبرز حلفائه- دهشة معلقين كانوا قد توقعوا على نطاق واسع أن يخوض رئيس المخابرات الانتخابات المقررة في جوان، ورأوا أن القرار جزء من خطة لتعزيز قوة الحزب الحاكم في البرلمان. وقال أردوغان للصحفيين في مطار إسطنبول، الأحد "لا أنظر إلى ترشحه بإيجابية. قلت هذا لرئيس الوزراء." ولم يوضح الرئيس أسباب عدم ترحيبه بالقرار، لكن محللين أشاروا إلى أنه ربما تدخل لأنه أصبح يعتمد على فيدان على رأس وكالة المخابرات. وقال جوناثان فريدمان من شركة ستروز فيدبيرج المتخصصة في الاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية "هاكان فيدان رجل أردوغان في مجتمع المخابرات بتركيا. إنه في قلب محادثات السلام الكردية.. وسياسة تركيا ازاء سوريا. من يمكنه أن يحل محله؟" ويقضي الدستور التركي بألا ينحاز الرئيس إلى أي طرف وقال أردوغان إن ترشح فيدان مسألة تخص رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وقال أرودغان "لا أملك سلطة التدخل في هذا القرار. لا أملك الحق في ذلك." وقال فريدمان إن أي انقسام بين أردوغان وداود أوغلو سيثير قلق المستثمرين "لأنهما إذا تفرقا فكل الاحتمالات قائمة بالنسبة للاستقرار السياسي في تركيا." وتوجه المعارضة انتقادات منتظمة لاردوغان بأنه يتدخل في السياسة اليومية. وكانت استقالة فيدان واحدة من عدة استقالات بين مسؤولين كبار يعتزمون الترشح عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي ستجري في يونيو حزيران ومن بينهم وكيل وزارة المالية ناجي اقبال الذي ينظر اليه على انه مرشح لتولي منصب وزاري. كما استقال ايدين أونال الذي يكتب خطابات اردوغان ليخوض الانتخابات البرلمانية. وذكر الكثيرون أن فيدان الذي لم يدل بتصريحات حتى الآن قد يصبح وزيرا للخارجية. ومنذ توليه رئاسة وكالة المخابرات في 2010 لعب فيدان دورا محوريا في التعامل مع فضيحة تنصت، إذ أشارت محادثات سجلت سرا بأصابع الاتهام إلى مسؤولين كبار بعدما سربت ونشرت على الانترنت. ووصف أردوغان الفضيحة بأنها محاولة للإطاحة به من قبل أنصار حليفه السابق رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن. وتأتي استقالة فيدان في وقت صعب إقليميا بالنسبة لتركيا في ظل تصاعد المخاطر الأمنية بسبب انعدام الاستقرار على طول حدودها مع العراقوسوريا.