كشفت تقارير استخباراتية أمريكية أن "تنظيم الدولة الإسلامية بدأ يتمدّد خارج نطاق ميدانه الأساسي في سوريا والعراق، منشئاً قواعد انطلاق له في دول إسلامية عديدة، من بينها الجزائر وليبيا ومصر وأفغانستان، عن طريق عناصر تدين بالولاء التام للتنظيم". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر أمس عن مصادر استخباراتية القول إن داعش لديه المئات من الأتباع الموالين له نسبياً في لبنان والأردن والسعودية وتونس واليمن، وأن قيادات التنظيم تعمل على قدم وساق على تقوية العلاقات مع المجموعات الجهادية المتشددة في شمال افريقيا وشبه الجزيرة العربية، وقبول الجماعات الإقليمية التي أعلنت الولاء للتنظيم. وكشف التقرير أن هناك اتصالات أجرتها "داعش" بالفعل بتنظيمات أنصار الشريعة داخل تونس وليبيا وبالفصائل المسلحة داخل دول شمال إفريقيا والقاعدة هناك لضم دول المغرب العربي إلى حدود ما يسمى ب"دولة البغدادي"، وقدرت المصادر ذاتها تعداد "جيش داعش" في سورية والعراق بما يتراوح بين 20 و30 ألف مقاتل، وفي تقديرات أخرى 31500 مقاتل. وكان زعيم التنظيم الإرهابي "الدولة" قد أعلن عن أسماء المجموعات المسلحة الأولى التي انضمت إلى التنظيم، في نوفمبر الماضي، وقرر قبول مبايعة التنظيمات المتشددة في كل من الجزائر ومصر وليبيا واليمن والسعودية. وجاءت بعض المبايعات من جماعات كانت قائمة بالفعل، إلا أنها أعادت تشكيل نفسها وفقا للوضع الجديد وغيرت اسمها إلى "ولاية الدولة الإسلامية"، مثلما فعل التنظيم الإرهابي "جند الخلافة" في الجزائر، وجماعة أنصار بيت المقدس في مصر. وبرز التنظيم الإرهابي المسمى "جند الخلافة" الذي أعلن ولاءه ل"داعش"، في سبتمبر الماضي، عندما صفّت السائح الفرنسي هيرفي غوردال، غير أن الجيش رد على التنظيم بقوة، وقضى على زعيمه عبد المالك قوري المكنى خالد أبو سليمان وذراعه الأيمن "طرفي رابح" وإرهابي ثالث، ومنذ ذلك الحين لم يعرف على التنظيم أي جديد.