تعيش 162 عائلة، بحي "ڤاسبار دو بروني" المعروف ب"الجردينة"، الواقع بالهواء الجميل في بلدية باش جراح بالعاصمة في ظروف غير لائقة، بمحاذاة واد نائم أضحى يهدد حياتهم، بعد ما فتكت الأمراض بعدد منهم، فيما طالب سكانه السلطات المحلية الوفاء بوعودها وترحيلهم في أقرب الآجال. لم تكن تدري العائلات القاطنة بالحي أن معاناتها ستطول لأزيد من 26 سنة، بعد الوعود العديدة التي قدمتها السلطات المحلية بإعادة إسكانهم في مساكن لائقة، تحفظ لهم كرامتهم، حيث لاتزال تكرس تهميشها للحي بعد إقصائهم من عمليات الترحيل السابقة التي مست أحياء بالبلدية على غرار النخيل وبومعزة. وقال السكان، أنهم سئموا من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها في سكنات لا تصلح للعيش الكريم، أجبروا على تشييدها بمحاذاة الوادي، لتتحول حياتهم كل فصل شتاء إلى جحيم بسبب فيضان الوادي وتسرب المياه إلى داخل المنازل، ما تسبب في تسجيل العديد من الوفيات بسبب الأمراض المستفحلة جراءه، لاسيما الصدرية والتنفسية اثر ارتفاع نسبة الرطوبة بشكل كبير، وتتواصل المعاناة صيفا لانتشار الروائح الكريهة والبعوض والحشرات الضارة. ويضيف السكان، أنهم كانوا عرضة لعديد عمليات الإحصاء بغية إعادة إسكانهم كان آخرها سنة 2012، وتم تقديم العديد من الوعود بترحيلهم إلى سكنات لائقة من طرف مسؤولي الدائرة الإدارية للحراش، حيث قدمت هذه الأخيرة لهم تاريخ 31 ديسمبر الماضي كأجل أقصى لإعادة إسكانهم بحجة أنهم أصحاب أولوية، لكن مر شهران ولم تجسد تلك الوعود، ما جعلهم يتساءلون عن مدى صدق نوايا السلطات المحلية في تخليصهم من المعاناة، خاصة وان ملفاتهم لم يتم بعد التدقيق فيها من طرف لجنة الدائرة لتحديد القوائم النهائية قبل عرضها على اللجنة الولائية. وأمام هذا الوضع طالبت العائلات والي العاصمة التعجيل بانتشالهم من الجحيم الذي يتخبطون فيه قبل أن تحدث الكارثة.