انتقد الاتحاد الأوروبي، الخميس، العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن تحت اسم "عاصفة الحزم"، معتبراً أن "التدخل العسكري في اليمن ليس حلاً". يأتي ذلك خلافاً لمواقف صدرت من فرنسا وبريطانيا اللذين أبديا دعمها لهذه العملية العسكرية، التي انطلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس). وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، في بيان صحفي، إن "التدخل العسكري في اليمن ليس حلاً". وأضافت موغريني، أن "الأحداث الأخيرة في اليمن ساءت بشكل كبير للوضع الهش أصلاً في البلاد، وسيكون لها عواقب إقليمية خطيرة". واعتبرت أن تقدم "قوات الحوثيين والوحدات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، نحو مدينة عدن جنوبي اليمن، أمس (الأربعاء)، فضلاً عن الاستهداف الجوي لمجمع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والضربات الجوية، التي قادتها السعودية اليوم (الخميس)، خطوات غير مقبولة ومن شأنها تصعيد الوضع". ورأت أن التصعيد العسكري الحالي، "سيزيد من معاناة المدنيين اليمنيين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية قاسية بما أنهم أول ضحاياه". في المقابل، دعت موغريني الأطراف المتنازعة في اليمن إلى "اعتماد توافق سياسي واسع من خلال المفاوضات"، معتبرة أن ذلك هو "الطريق الوحيد لإحراز حل مستدام واستعادة السلام، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي اليمن". وحذرت من أن "عكس ذلك سيكون في صالح الجماعات المتطرفة والإرهابية المتزايدة بشكل كبير للاستفادة من الوضع"، كذلك، دعت موغريني "جميع الجهات الفاعلة الإقليمية للتصرف بمسؤولية وبشكل بناء، لخلق الظروف السانحة بالعودة إلى المفاوضات". وجددت دعم الاتحاد الأوروبي لكافة الجهود التي تقوم بها حالياً لهذا الغرض، ولا سيما الأممالمتحدة والجهات الإقليمية الفاعلة. وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، بدأت 8 دول عربية تحت قيادة السعودية، قصفاً جوياً لمواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي قالت السعودية إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية". وتشارك في العملية العسكرية 5 دول خليجية، هي السعودية والبحرين وقطر والكويت والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن، فيما أبدت مصر وباكستان استعدادهما للمشاركة بقوات برية وأعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي. وبينما قالت الخارجية الفرنسية إن عملية "عاصفة الحزم" جاءت "بناء على طلب السلطات الشرعية في اليمن"، قالت الخارجية البريطانية إنها "تؤيد التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد طلب الرئيس هادي للدعم بواسطة جميع السبل والتدابير لحماية اليمن، وردع العدوان الحوثي".