سفارة السعودية تنفي والوكالات السياحية في حالة استنفار * * لم تنته متاعب الجزائريين مع موسم حج 2008، ليسقط خبر تقليص حصة الجزائر من تأشيرات عمرة رمضان، كالصاعقة على الوكلاء السياحيين والمعتمرين، الذين أبلغوا من قبل المتعاملين السعوديين بقرار وزارة الحج هناك بتخفيض حصة الجزائر إلى نحو 24 ألف تأشيرة، في حين بلغت في رمضان الماضي أكثر من 50 ألف تأشيرة. * أكدت مصادر موثوقة ل"الشروق" أن المتعاملين السعوديين في مجال الحج والعمرة أبلغوا شركاءهم الجزائريين، المتمثلين في الوكالات السياحية المعتمدة من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والسفارة السعودية في الجزائر، بتقليص حصة التأشيرات السعودية للجزائريين الراغبين في أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان إلى أكثر من النصف هذه السنة بسبب مشروع توسعة الحرم المكي الذي قضى على 1200 بناية، الأمر الذي خلق حالة استنفار قصوى وسط الوكالات السياحية التي أبرمت كل العقود التي اشترطتها وزارة الحج السعودية على الوكالات الجزائرية. * وحول الموضوع اتصلت "الشروق" بأكبر الوكالات السياحية التي تمتلك رقم أعمال مهم في مجال العمرة في مختلف جهات الوطن ، فكان رد 6 منها بكل من العاصمة، وهران، قسنطينة والجنوب مطابقا لما أوردته مصادرنا وهي إبلاغهم في الأيام الأخيرة، من قبل الوكلاء السعوديين بتقليص حصة الجزائر من التأشيرات خلال شهر رمضان، علما أن نظام "الكوطا" غير معمول به في العمرة على خلاف الحج الذي تبلغ حصة الجزائر فيه هذه السنة 36 ألف حاج. * الوكالات السياحية أكدت أنها التزمت بكل الشروط التي فرضتها المملكة السعودية على الوكلاء السياحيين، وهي إجراءات مطبقة على الجميع من مختلف بلاد الإسلام، ومخالفتها يعني أن الوكيل السياحي لا يمكنه العمل، لذلك التزم أصحاب الوكالات السياحية في الجزائر بكراء الفنادق منذ أكثر من شهرين وأبرموا العقود مع الوكلاء السعوديين الذين أشّروا عليها من قبل وزارة الحج هناك، وقد اختلفت حجوزات الوكالات بحسب زبائنها حيث هناك منها من حجزت 3 آلاف سرير وهناك 2000 وهناك أقل من ذلك أو أكثر. * لكن وحسب ما جمعناه من معلومات فإن الحصة قلصت إلى نسب بسيطة، حيث أكد أحد الوكلاء لشركائه بالجزائر أنه تحصل من وزارة الحج السعودية على حصة 6 آلاف سيوزعها على نحو 20 وكالة يشتغل معها من الجزائر. * فمن بين 2000 سرير محجوز لم تتحصل وكالة بالعاصمة إلا على 300 تأشيرة لشهر رمضان وأخرى 350 تأشيرة من أصل 850 سرير محجوز، والأمثلة كثيرة تؤكد كلها تراجع عدد الجزائريين الذين سيكون لهم الحظ لزيارة البقاع المقدسة خلال شهر رمضان. * وأمام هذه الوضعية توجد الوكالات السياحية في حالة استنفار قصوى بين الحيرة من تقليص عدد المعتمرين وبالتالي تراجع رقم الأعمال من جهة، ومن جهة أخرى ما العمل في العقود التي أبرمت والحجوزات التي أجريت في الفنادق والمباني رغم قلتها هذه السنة. * وأمام هذه الوضعية تناشد الوكالات السياحية الجهات المعنية في الدولة منها وزارة الخارجة والشؤون الدينية بالتدخل للتخفيف من وطأة هذا القرار، خاصة وأن الجزائريين اتخذوا من عمرة رمضان متنفسا وتعويضا عن حرمانهم من حج بيت الله الحرام.