قصفت طائرات حربية العاصمة اليمنية صنعاء خلال الليل وبعد الفجر، الاثنين، في خامس يوم من حملة "عاصفة الحزم" التي تشنها قوات عربية بقيادة السعودية على قوات الحوثيين المعارضة للرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال أحد السكان، إن الهجمات تركزت فيما يبدو بشكل أساسي على المنطقة الواقعة حول الحي الدبلوماسي في العاصمة. وقال دبلوماسي يمني: "كانت ليلة من الجحيم". وأضاف أن الضربات كانت تستهدف فيما يبدو مخازن أسلحة يعتقد أنها في أنفاق في الجبال المطلة على المدينة. وأعلنت الرياض في وقت مبكر يوم 26 مارس، أنها نفذت مع تسع دول عربية ضربات جوية ضد الحوثيين الشيعة، الذين يبسطون سيطرتهم على العاصمة صنعاء والمتحالفين مع إيران التي تحاول زيادة نفوذها في المنطقة. وأدانت إيران التي تنفي مساعدة الحوثيين عسكرياً الهجوم بشدة. وقالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل 35 شخصاً وإصابة 88 آخرين خلال الليل يومي السبت والأحد. ولم يتسن تأكيد الأرقام من مصدر مستقل. من جانبه، قال متحدث عسكري سعودي أمس (الأحد)، إن الضربات الجوية في اليمن بقيادة السعودية ستتواصل إلى أن يتمكن الرئيس اليمني هادي من العودة لحكم البلاد. وأضاف العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف: "سنحدد الظروف الضرورية التي تتيح للرئيس وحكومته إدارة البلاد". وتابع "الجيش اليمني تفكك تقريباً (نتيجة تصدعات داخلية بعد انتفاضة 2011). هذا أحد الأسباب التي أتاحت لهم (الحوثيون) الاستيلاء على مقاليد الأمور.. التحالف سيواصل الهجمات والضغط عليهم إلى أن تصبح الظروف مواتية للجيش للسيطرة". وقال عسيري متحدثاً إلى مجموعة صغيرة من الصحفيين بعد مؤتمر صحفي معتاد في الرياض، إن الضربات نجحت في وقف تقدم الحوثيين نحو عدن وفي الضغط عليهم في سائر أنحاء البلاد. وأضاف: "نشعر يوماً بعد يوم بأنهم يخسرون.. سنواصل الضغط عليهم لوقفهم.. نعتقد أن الوضع حول عدن سيتحسن أكثر وأكثر يوماً بعد يوم". وقال إن إيران ساعدت الحوثيين على الاحتفاظ ببعض الطائرات القليلة التي كان يمتلكها اليمن والتي استخدمت قبل أسبوع لاستهداف مقر إقامة هادي في عدن. وقال إنه لم يتبق لديهم سوى عدد قليل من الطائرات وسيتم تدميرها أيضاً. وأضاف عسيري، إن عدد المقاتلين الحوثيين يتراوح بين 25 ألفاً و30 ألفاً، لكنه قال إن الأعداد ليست ثابتة تماماً. وتابع أن الحوثيين يدفعون لمقاتليهم 100 دولار يومياً بتمويل من إيران، وإنه عندما يتم تجفيف مصادر الأموال فسوف يخسرون الكثير من رجالهم. وأوضح أن إيران زودت أيضاً ميليشيا الحوثي بمدافع مضادة للطائرات وذخائر وأسلحة أخرى، وصلت إلى صنعاء على متن الرحلات التي بلغت 14 رحلة أسبوعياً قادمة من طهران على مدى الشهر المنصرم. وقال عسيري، إن الحملة التي تقودها السعودية أوقفت تلك الرحلات وهو ما أشار إليه أيضاً وزير خارجية اليمن في وقت سابق. ونفت إيران والحوثيون مراراً قيام طهران بتزويد الحوثيين بالسلاح أو المال أو التدريب.