تسيير الأجور والمرتبات يشكل 75 بالمائة من ميزانيات البلديات * كشف آخر تقرير أعده الصندوق المشترك للجماعات المحلية، أن عجز ميزانيات البلديات يعود أساسا إلى أعباء الأجور والمرتبات التي لا تزال تمثل 75 بالمائة من المصاريف الضرورية لهذه الميزانيات. وأشار ذات التقرير إلى تسيير التكاليف الخاصة بالجماعات المحلية يفرض على البلديات التوظيف العقلاني للعنصر البشري، فمن خلال الدراسة يتضح ضعف التأطير الذي يمثل 09 بالمائة، مقابل تضخم في عدد أعوان التنفيذ والذي يمثل 86 بالمائة. * يشكل المستوى الثقافي للمنتخبين المحليين أهمية كبيرة بالنسبة لتسيير شؤون المواطنين، ونفقات الجماعات المحلية، وهو ما دفع بوزارة الداخلية إلى القيام بدورات تكوينية لصالح رؤساء البلديات، كإجراء أولي في انتظار أن تشمل هذه التربصات المنتخبين المحليين، ورؤساء الدوائر، وكذا الولاة، حسب ما أكده وزير الداخلية والجماعات المحلية في لقائه الصحفي يوم الأحد الماضي بمدينة الأخضرية. * فعلى مستوى 1541 بلدية هنالك 9.654 إطار يحمل شهادات التعليم العالي، أي أقل من إطار في البلدية الواحدة، وهنالك 700 بلدية لا تتوفر على إطار جامعي لسبب نقص الموارد المالية أو لسبب بعدها، ما يعني حسب الدراسة أن 9.654 إطار جامعي يقومون بتسيير أمور 35 مليون نسمة، أي أن كل إطار يسير شؤون 6218 مواطن أو فرد. * ووفق هذه الدراسة يبقى التأطير بعيدا كل البعد عن مقاييس النجاعة. بالإضافة إلى أن أعوان التحكم لا يمثلون سوى 14 بالمائة من مجموع الموظفين، فالنسبة الكبيرة من موظفي البلديات هم أعوان التنفيذ ويشكلون نسبة 86 بالمائة أي أنهم لا يتمتعون بأي كفاءات مهنية، وتسيّر هذه الإطارات أكثر من 75 بالمائة من ميزانيات البلديات أو التسيير. * وحسب الدراسة أيضا فإن 5602 من أعوان الإدارة يجهلون القراءة والكتابة، ويشغل أغلبهم مناصب مهمة في البلديات و8211 من الموظفين لهم مستوى ابتدائي. أما عدد أعوان الإدارة الذين يحوزون على المستوى المتوسط فيقدر ب 1601 عون، أما عدد الأعوان الذين يملكون المستوى الثانوي فيبلغ 1503 عون إدارة، وهناك 9.654 إطار يحمل شهادات التعليم العالي، ويشغلون مناصب مهندس دولة أو وظائف مختلفة، ويصل عدد أعوان الإدارة العمومية للجماعات المحلية الى أكثر من 45 ألف موظف. * * والغريب في الأمر حسب دراسة الوزارة الوصية، فإن أصحاب المستويات الدنيا هم أعوان التنفيذ، فذلك يفسر عامل تدني الأداء، وخاصة ما يتطلب نوعا من التأهيل. * * زرهوني سنكوّن حتى الولاة * اعترف وزير الداخلية والجماعات المحلية خلال اللقاء الصحفي الأخير بالنقص الفادح في تأطير عمال وموظفي الجماعات المحلية في لقائه الأخير بالصحفيين بالعجز الكبير المسجل في التأطير، وأكد أن الدورات التكوينية لمستخدمي الجماعات المحلية ستتواصل، فبعد أن اقتصر الأمر في السابق على تكوين أمناء البلديات، طال الإجراء رؤساء البلديات، ويشمل التكوين أيضا ولاة الجمهورية، حيث يخضعون لتربصات يطلعون خلالها على المستجدات في عالم الادراة، وحتى القوانين، مؤكدا بأن أغلب الموظفين لا يحسنون الإعلام الآلي وأضحى ضروريا تكوينهم في هذا المجال. * وبعد أن اقتصر التكوين على تبادل زيارات في إطار برامج التوأمة بين بلديات جزائرية وأوروبية للاطلاع على أمور التسيير في الدول الأجنبية، إذ أضحى من الضروري تكوين المنتخبين المحليين وفق معطيات التسيير الجديدة.