نفت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، فاطمة فال منت أصوينع، أن تكون هنالك أزمة دبلوماسية ما بين موريتانياوالجزائر، وقالت إن العلاقات بين البلدين متميزة. هونت السلطات الموريتانية، من حدة الأزمة بينها وبين الجزائر، على خلفية إقدام السلطات الموريتانية، على طرد الدبلوماسي بلقاسم شرواطي، العامل بالسفارة الجزائرية في نواكشوط، ومن ثم إقدام الجزائر على المعاملة بالمثل بطرد دبلوماسي موريتاني يعمل في الجزائر. وقالت وزيرة خارجية موريتانيا خلال ردها على سؤال خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة، أول أمس، تعليقا على حادثة طرد المستشار الأول في السفارة الجزائريةبنواكشوط من طرف السلطات الموريتانية: "إن العلاقات بين البلدين متميزة ولا يوجد إلى حد الساعة أي شيء يؤثر عليها". وقالت الوزيرة إن ذلك "إجراء فردي أو سلوك معين لشخص معين، ولا يمكن أن يؤثر على العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين العربيين المسلمين الجارين". وأشارت المتحدثة إلى أنه "دائما يقع في العلاقات الدولية أن يقوم شخص بسلوك لا يرتقي إلى الدبلوماسية والعلاقات بين بلدين فتتم تسوية هذا المشكل في إطار فردي"، موضحة أن ذلك هو ما قامت به موريتانيا "حرصا منها على العلاقات الأخوية مع الجزائر". وإن حاولت السلطات الموريتانية، وفي أول تصريح رسمي لها، تهوين حدة الأزمة مع الجزائر، إلا أن الجزائر أبدت امتعاضها البالغ مما حصل مع دبلوماسيها، وهو ما تجلى في مقاطعة اجتماع وزراء داخلية المغرب العربي، الذي انتظم قبل أيام في نواكشوط، حيث عمدت الجزائر إلى تحفيظ مشاركتها بإيفاد الأمين العام لوزارة الداخلية بدل الوزير الطيب بلعيز، وقبل ذلك موقف الخارجية الجزائرية، التي استقبلت السفير الموريتاني ل"4 دقائق فقط" لإبلاغه قرارها طرد الملحق الأمني بالسفارة، وتعليقها على طرد الدبلوماسي بلقسام شرواطي على أنه إجراء "غير مفهوم وغير مبرر". ويظهر أن موريتانيا قد "استشعرت" الحرج مما قامت به خاصة أن علاقتها مع الجزائر كانت "هادئة". وفي هذا الصدد، تعمد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تجاهل موضوع الأزمة بين البلدين خلال أول ظهور إعلامي له منذ بداية الأزمة. وكشفت مصادر صحفية موريتانية أن مسؤولا حكوميا موريتانيا رفيع المستوى التمس من الصحفيين المشاركين في مؤتمر الرئيس ولد عبد العزيز الصحفي، نهاية الأسبوع، في نواكشوط، عدم إثارة موضوع الأزمة المذكورة في أسئلتهم.