تتجه الأنظار الثلاثاء، إلى محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس، كونها ستشهد محاكمة ضيف الهادي، منفذ عملية السطو الاستعراضية على الوكالة التجارية للخطوط الجوية الجزائرية بالرويبة سبتمبر الماضي، بعد حبس احتياطي دام أكثر من ثمانية أشهر، من تسليم نفسه للسلطات الأمنية طواعية، عقب كشفه لدوافع عمليته، من خلال تلفزيون الشروق والتي أثار بها جدلا واسعا. ضيف الهادي، 57 سنة، أب لثلاثة أطفال، يواجه حاليا تهمة السرقة عن طريق الكسر تحت طائلة التهديد والسرقة بحمل سلاح ظاهر، إضافة إلى تهمة التزوير واستعمال المزور في وثائق واستعمال لقب وصفة حدّدت السلطة العامة شروط منحها، وهي التهمة التي جاءت بعدما تعرض بيت المتهم للتفتيش من قبل مصالح الأمن بعد تسليم نفسه بأيام قليلة عقب عملية الرويبة.. وكان ضيف الهادي قد صرح أمام قاضي التحقيق أنه بريء من سرقة الأختام والمحررات التي وجدت ببيته والخاصة بالبلدية التي يقطن بها، وأنه وجدها مرمية بالقرب من مركبته في خضم أحداث شغب، طالت مقرها خلال احتجاج سُكاني.. وحسب تفاصيل التحقيق، فإن ضيف الهادي، كان قد كشف لقاضي التحقيق، أنه بريء من كسر باب الوكالة، المتهم به، وأن دوافعه الوحيدة التي أدت إلى ارتكابه للسطو هي "عدم القدرة على دفع مصاريف اللوازم والأدوات المدرسية للأولاد بمناسبة الدخول المدرسي الماضي" وظهوره "أبا ضعيفا، غير قادر على تلبية أبسط حاجيات أبنائه"، برغم امتلاكه محلا تجاريا يحاول استرجاعه منذ 15 سنة، أزاحته السلطات المحلية لبلدية الجزائر الوسطى ولم تعوضه عنه بشكل عادل، علاوة على تبليغه قبل عملية السطو، بحكم قضائي يطرده من بيته مع عائلته إلى الشارع.. وقال المتهم لقاضي التحقيق أيضا "دوافعي لم تكن السرقة بل كانت لإيصال صوتي للسلطات بهدف استرجاع حقوقي التي أطالب بها من أكثر من 15 عاما كما لم أبحث عن خزانه الاموال التي كانت بها 120 مليون سنتيم واكتفيت بما منحتني إياه الموظفة".
ضيف الهادي، كان قد سلّم نفسه طواعية لمصالح الأمن التي لم تتمكن من الوصول إليه، قبل ظهوره على قناة الشروق، وقد لعب الرئيس المدير العام لمؤسسة الشروق دورا في التسليم إذ كان المتهم على قناعة تامة بذلك ودون أدنى تردد إذ جاءت مصالح الامن لاستلامه من أمام مقر قناة الشروق.