قال البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المكتب البيضاوي، الأربعاء، قبل قمة مع زعماء عرب خليجيين آخرين. وكان البيت الأبيض قد أعلن يوم الجمعة الماضي، أن أوباما يعتزم عقد اجتماع منفصل مع الملك سلمان لكن العاهل السعودي قرر إرسال ولي العهد وولي ولي العهد إلى القمة، فيما اعتبره كثير من المراقبين صدوداً تجاه الولاياتالمتحدة لتواصلها مع إيران. وتبدأ القمة مع دول مجلس التعاون الخليجي الست مساء الأربعاء بعشاء في البيت الأبيض وتستمر الخميس في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد. ودعا أوباما دول المجلس - السعودية والكويت وقطر والإمارات وسلطنة عمان والبحرين - بعد أن توصلت القوى العالمية الست إلى اتفاق إطار مع إيران من شأنه أن يخفف العقوبات على طهران في مقابل كبح برنامجها النووي. وتشعر الدول الخليجية بقلق من أن اتفاقاً نووياً سيقوي إيران في وقت تمارس فيه الدولة ذات الغالبية الشيعية نفوذاً في بؤر للاضطرابات في المنطقة بما في ذلك اليمن وسوريا. واستغل أوباما مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط التي مقرها لندن لتجديد دعم الولاياتالمتحدة لحلفائها الخليجيين عشية القمة. وأبلغ الرئيس الأمريكي الصحيفة التي تصدر باللغة العربية: "يجب ألا يكون هناك أي شك حول التزام الولاياتالمتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي". وقال أوباما أن إيران "منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة بما في ذلك دعم إيران لجماعات إرهابية" وإن ذلك يبرر أهمية الوصول إلى اتفاق لكبح طموحات طهران النووية. ودافع عن التواصل مع طهران قائلاً أنه وسيلة لدمج إيران في المجتمع الدولي وتعزيز زعمائها الأكثر اعتدالاً. وأبلغ أوباما الصحيفة "حتى ونحن نسعى إلى اتفاق نووي مع إيران فإن الولاياتالمتحدة تبقى يقظة ضد تصرفات إيران المتهورة الأخرى". وأضاف قائلاً: "من المهم أن نتذكر أن إيران تتورط بالفعل في هذه الأنشطة من دون ترسانة نووية. ويمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازاً إذا كانت تمتلك سلاحاً نووياً.. سيكون أصعب على المجتمع الدولي مواجهة وردع تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار. وهذا هو أحد أسباب الأهمية البالغة للاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران". "من الممكن إذا استطعنا التعامل مع المسألة النووية بنجاح وتبدأ إيران في تلقي موارد من جراء تخفيف بعض العقوبات النووية، فإن ذلك قد يؤدي إلى استثمارات إضافية في الاقتصاد الإيراني وفرص أكبر للشعب الإيراني وهذا قد يقوي القادة الأكثر اعتدالاً داخل إيران". وقال أوباما، أن الهدف من القمة الخليجية-الأمريكية هو "تعزيز وتقوية شراكتنا الوثيقة بما في ذلك التعاون الأمني ومناقشة كيفية مواجهة التحديات المشتركة معاً". وأضاف إن المناقشات ستتناول أيضاً "العمل على حل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط التي قضت على حياة أعداد كبيرة من الأبرياء وتسببت في الكثير من المعاناة لشعوب المنطقة". وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، قال أوباما إنه لم يتحقق تقدم نحو حل الدولتين بسبب "انهيار المحادثات وتصاعد التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية ونشوب الصراع في غزة الصيف الماضي". وأضاف قائلاً "ليس سراً أننا الآن أمام طريق شاق للمستقبل. ونتيجة لذلك تراجع الولاياتالمتحدة بعمق أسلوب تعاملها مع الصراع". وقال أوباما: "نحن نتطلع إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة وإلى الفلسطينيين لإظهار التزام حقيقي بحل الدولتين من خلال السياسات والأعمال. وحينذاك فقط يمكن إعادة بناء الثقة وتجنب حلقة التصعيد".