أعادت إسرائيل الأحد إلى قطاع غزة عشرات الفلسطينيين بطريقة مهينة من الذين كانوا قد فروا إليها طالبين حمايتها بعد ما طاردتهم قوات الأمن التابعة لحكومة حماس المقالة * وكان 180 من عناصر فتح، وهم أحمد حلس وأفراد عائلته قد فروا السبت إلى إسرائيل بعد أن شنت قوات حماس حملة أمنية في حي الشجاعية بقطاع غزة أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 95 من الطرفين على خلفية اتهامها لبعض الفتحاويين بالتآمر على المقاومة.. * وبدت فتح متناقضة مع نفسها في التعامل مع مشكلة حلس وعائلته، خاصة بالتفريط في كوادرها امام الإهانة التي تلقوها من قبل اسرائيل التي جردتهم من ملابسهم وسط قهقهات الجنود الاسرائيليين الذين كانوا يسوقون الفتحاويين مثل القطيع في مشهد غلب عليه الاستهزاء بالفلسطينيين الذين لايزالون يقتتلون فيما بينهم. وذكر مسؤول إسرائيلي لم يكشف هويته أن عباس اتصل هاتفيا بوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وطلب منه السماح لجميع الفارين بالعودة إلى غزة. ذات المصدر، فإن "طرفا ثالثا" قد قدم تأكيدات حول ضمان أمن الفارين، في إشارة إلى مصر. * ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون أن "المساعدة" التي قدمت إلى ناشطي فتح "لا تشكل انتهاكا للتهدئة" التي تم التوصل إليها بين حماس وإسرائيل في 19 جوان بوساطة مصرية.. فيما ذكرت مصادر أخرى أن إسرائيل تخشى أن تؤثر التطورات الجارية في غزة على مساعي الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي تأسره فصائل المقاومة الفلسطينية. * وفي غزة، أكدت حماس أنها استقبلت الفارين، وأعلن سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة أن "من هو متهم بالإخلال بالنظام سيجري استكمال التحقيق معه وإحالته إلى القضاء ومن لا علاقة له بأي أعمال مخلة بالنظام سيفرج عنه فورا". وبحسب سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة، فقد أصيب مسؤول فتح أحمد حلس برصاص إسرائيلي أثناء محاولته وأفراد أسرته الفرار إلى إسرائيل، وبقي بضعة ساعات مصابا على معبر "ناحال عوز" قبل أن يسمح لهم الجنود الإسرائيليون بالعبور بعد تفتيشهم وتجريدهم من أسلحتهم. وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية صور الفارين وهم عراة ويتعرضون للتفتيش من طرف الجنود الإسرائيليين.. وكانت الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة قد بدأت حملة أمنية منذ صباح السبت السبت على ما أطلق عليه "المربع الأمني لعائلة حلس" بحي الشجاعية شرق غزة. * واستهدفت الحملة، حسب ما كشف سعيد صيام في ندوة صحفية اعتقال11 من المشتبه بهم في تفجيرات الجمعة الماضي والتي أودت بحياة 5 كوادر من حماس وطفلة فلسطينية. وتم اعتقال عدد من المشتبهين حاولوا الفرار بزي نساء، وأنه تم تفكيك عدد كبير من العبوات التي تم وضعها في البيوت ومفترقات الطرق.. وحول ناشطي فتح الذين فروا إلى إسرائيل، قال صيام "لولا تورط المنفلتين من أبناء عائلة حلس وبعض العائلات الأخرى ما كانوا ليهربوا عبر معبر ناحل عوز بعد تسليم أنفسهم إلى الاحتلال الإسرائيلي". * ويبدو مشهد دخول وخروج الفتحاويين من والى غزة مهينا بالنظر الى تجريدهم من ملابسهم وتعصيب أعينهم، ما اعتبره الكثير إهانة صارخة للفلسطينيين عرفت اسرائيل كيف تستغلها وتسوقها للعالم.