لا تزال جثة الشاب محمد البالغ من العمر 20 سنة، مفقودة منذ أن غرق نهاية الأسبوع المنصرم بشاطئ البحر أوندرو ببلدية العوانة بمدينة جيجل. الضحية ينحدر من ولاية ميلة ويقطن بحي المشتة التابع إقليميا لبلدية رجاص 15 كلم غرب عاصمة الولاية، ولا تزال معه دموع والدته وأشقائه الأربعة لم تنقطع بعد، علما أنه يتيم الأب، حيث توفي والده العام الفارط، ولا تزال العائلة تحت الصدمة بعد فراق رب العائلة، حتى إن والدته تكاد تفقد بصرها لكثرة البكاء عليه كونه الابن البكر للعائلة ويعتبر معيل الأسرة. "الشروق" تحدثت إلى أصدقائه وأقاربه الذين هبوا رفقة العشرات من أبناء المدينة للبحث عن محمد بشواطئ جيجل عساهم يجدون جثة الشاب ويعيدوها إلى أمه لتقر عينها، وتواريه الثرى بمقبرة البلدة لتتمكن من زيارته والدعاء.. له هذا ما كانت تردده دائما. أصدقاء الضحية وأقاربه الذين التقتهم "الشروق" سردوا علينا القصة الكاملة لوفاة محمد ربما ستخفف من حجم المأساة التي سقطت عليهم وعلى عائلته الصغيرة، حيث قالوا إن محمد كان ينوي الذهاب رفقة ثلاثة من أصدقائه إلى البحر بسيارته من نوع "هيونداي أكسنت" من أجل السباحة بعدما بلغت درجات الحرارة يوم الجمعة الفارط حدود ال 40 درجة، وبعدما أبلغ والدته بالأمر رفضت الفكرة جملة وتفصيلا وطلبت منه عدم الذهاب إلى البحر وكان لها ذلك، إلا أن أصدقاءه الثلاثة توجهوا إلى شواطئ جيجل من دونه. وعند وصولهم إلى مدينة جيجل اتصلوا بمحمد عبر الهاتف قائلين له إن البحر هادئ وزرقته تسر الناظرين قبل السابحين فقرر محمد الالتحاق بأصدقائه عن طريق الحافلة تاركا السيارة بمنزله حتى لا تمنعه والدته من الذهاب مرة أخرى، يضيف أصدقاؤه عند وصوله إلى جيجل مساء جلس قليلا ثم قرر هو واثنان من أصدقائه السباحة ونظرا إلى كون البحر غير مستقر ومياهه لا تزال باردة شعر أحد أصدقائه بألم بكتفه التي كانت مصابة من قبل فخرج وبقي محمد رفقة صديقه "ب. وحيد" الذي سحبته مياه البحر وتم إنقاذه بأعجوبة من طرف بعض الشباب كانوا بالقرب منهما يصطادون السمك، هذا الأخير لا يزال تحت الصدمة، فيما اختفى محمد الذي كان بالقرب منهم ولم يعثروا عليه إلى غاية اليوم، يقول أصدقاؤه رأيناه يتخبط في البحر ويصرخ، ثم اختفى في لمح البصر. الفاجعة التي أصابت سكان رجاص لطيبة الضحية وتربيته الحسنة جعلت أبناء البلدة يتطوعون من صغيرهم إلى كبيرهم ووعدوا ببذل قصارى جهدهم للعثور عليه. من جهتها، الحماية المدنية سخرت، أمس، عشرات الغطاسين استقدمتهم من ولايات سكيكدةوجيجل وسطيف، إضافة إلى الهبة التضامنية لشباب وسكان بلدية رجاص وما جاورها وحتى شباب الفايسبوك، شاركوا في الهبة التضامنية مع عائلة الغريق. وأفاد مصدر من الحماية المدنية لولاية جيجل أن فرقة من الغطاسين باشرت عملها صبيحة أول أمس، على مستوى الشاطئ الذي اختفى فيه محمد من أجل العثور على جثته في أقرب وقت.