ركبت التنظيمات النقابية والعمالية موجة الرئاسيات وحملتها الانتخابية، لكن عن طريق الرفع من سقف مطالبها للفت انتباه المترشحين الستة إليهم، وإن كانت بعض مطالب العمال والموظفين التي يرفعونها لا تملك سندا قانونيا، إلا أنّهم يرون في الانتخابات فرصة ذهبية لإيصال أصواتهم إلى آذان الطامعين في منصب رئيس الجمهورية بعد 17 أفريل القادم.
الإدارة عجزت عن احتواء الوضع عمال السكك الحديدية يشلون القطارات
أقدم أكثر من 10 آلاف عامل في الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية بين قابض وسائق ورئيس قطار بداية من صباح أمس على الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، شالِّين بذلك حركة القطارات بنسبة 100% عبر كل الولايات، وسيستمر الإضراب اليوم بعد عجز إدارة الشركة على احتواء الوضع. ولدى تنقل ”الخبر” إلى محطة آغا بالعاصمة، وقفت على حجم الشلل الذي مسّ حركة النقل بالسكة الحديدة منذ الساعات الباكرة من صباح أمس، حيث تجمع العمال أمام المحطات ورفضوا الالتحاق بمناصب عملهم، وشارك السائقون والقابضون وحتى رؤساء القطارات. وذكر العمال في حديثهم إلينا أنهم دخلوا في هذه الحركة الاحتجاجية ”مجبرين لا مخيرين”، مفيدين بأن عمال السكة الحديدية طالما فضلوا الحلول السلمية ولغة الحوار بدل الإضراب والاحتجاج، وحدث ذلك حتى خلال العشرية السوداء التي تكبدت فيها الشركة خسائر بشرية ومادية معتبرة. وأفاد رئيس فدرالية عمال السكة الحديدية عبد الحق بن منصور ل ”الخبر” بأن ”إدارة الشركة تلاعبت في منح العُمال حقوقهم”، مفيدا بأنّ الأجر الأدنى المضمون عندما ارتفع سنة 2010 قامت الإدارة بخفض النقاط الاستدلالية حتى لا تكون الزيادة معتبرة، ويضيف نفس المصدر بأنها فعلت نفس الشيء سنة 2012 عندما ارتفع الأجر الأدنى إلى 18 ألفا، وذكر المتحدث أن المفاوضات التي جرت السنة الماضية أفضت إلى صبّ مُخلفات ل6 أشهر فقط عوض 42 شهرا. وشلّ العمال أيضا محطة بور سعيد بالعاصمة، وقال رئيس الفرع النقابي زبير بلامان إن العمال دخلوا في الإضراب مكرهين، وذكر أن الإضراب شمل كل المحطات عبر الوطن، حيث التحقت المحطات الجهوية عبر الوطن صباح أمس بالمضربين في الوسط، وأضربت عن العمل هي الأخرى، وقال إن النسبة بلغت أغلبها 100% خاصة في ولايات عنابة والعاصمة ووهران وسيدي بلعباس، وتراوحت في حدود 70% في ولايات أخرى على غرار قسنطينة. وقد تجمع المواطنون الذين اعتادوا السفر عبر القطار أمام المحطات، لعدم علمهم بأن حركة القطارات ستكون مشلولة، وعبروا عن استيائهم خاصة أنهم يقطعون يوميا عشرات الكيلومترات عبر القطار من أجل الالتحاق بمقرات عملهم، وقالوا إنه كان على الإدارة إبلاغهم بهذا الشلل من أجل اتخاذ احتياطاتهم. وقد استقبل المدير العام لشركة النقل بالسكة الحديدية ياسين جاب الله العُمال خلال حصة دامت ساعتين في الصباح وحصة ثانية من 30 دقيقة في الفترة المسائية، ولم تأت المفاوضات التي جمعت الإدارة بممثلي العمال بجديد يذكر، حيث طلبت الإدارة مهلة من أجل تسوية الأوضاع، غير أن ممثلي النقابة رفضوا لأن القاعدة العمالية تريد حلولا ملموسة من أجال مواصلة العمل. وأفاد نفس المصدر الذي حضر اللقاء بين الطرفين بأن الإدارة أبدت عجزها عن التدخل لتلبية مطالب العمال لأن ذلك يستدعي ميزانية لا تقل عن 4 مليار دينار، وهو مبلغ لا يمكن صبه في حساب العمال إلا بتدخل الوزارة الوصية. وعليه قررت نقابة الشركة مواصلة الإضراب إلى غاية تحقق مطلب صب مخلفات 36 شهرا، وستبقى خطوط السكة الحديدية على مستوى كل المحطات في الوطن مشلولة تماما في انتظار تدخل وزارة النقل.