بداية مشروع تأدية نصف الدين بالنسبة لمعظم شباب قصر البخاري تكون على الطريقة التقليدية، حيث يستعين الشاب بوالديه لاسيما الأم في اختيار شريكة العمر. أما التحضير للاحتفال بالعرس السعيد، فلازالت عديد الأسر بالمنطقة تحييه بالطريقة التقليدية أيضا، حيث يتم في أول الأمر الاحتفال بعرس الابن الذي ينفرد به رفقة أصدقائه وأحبابه وأهله. * ويتم استقدام فرقة تنشد "السعداوي" على وقع الغايطة والبندير، وفي ذات اليوم يتوجب على العريس وضع الحنة في سبابته وإبهامه، فيما يتم التحضير "للتبراح" الذي يقوم من خلاله المدعوون بتقديم مبالغ مالية للعريس لمساعدته في مشروعه فيما يسمى "التاوسة" التي تكون في الغالب نقدية، وأحيانا متمثلة في هدايا قيمة للزوجين. * * أما الفتاة وقبل أن تحيي عرسها عليها أن تقوم ب" تحميمة العروسة" التي تقودها إلى الحمام رفقة أقرب الناس إليها، وهناك تتعالى الزغاريد عندما تطأ العروس عتبته، وتبدأ في رش الحنة عبر أرجاء الحمام لتبعد -حسب اعتقاد الجدات - الحسد والعين، ثم توزع الحلوى على النساء المتواجدات بالحمام وتخرج بالزغاريد أيضا وكأنها أميرة عصرها في فرحة غامرة. * * في اليوم الموالي تحيي العروس "يوم الحنة" الذي تلبس فيه أجمل الثياب التي لا تخلو من اللباس التقليدي للمنطقة لا سيما "جبة النايلي" التي ترقص وهي تلبسها على أنغام "السعداوي"، أما فترة الليل فتكون لوضع الحنة في يدي العروس، أين لا يمكن لأحد لمس "الحنة" ما عدا الوالدة أو الأخت أو العمة أو الخالة، خوفا من أن يدس السحر في عجينة الحنة، ولا يمكن للعروس أن تستمتع بوضع الحنة دون أن تستمع "للتقدام" حين تنشد النسوة "محمد محمد صلو يا الأمة عليه ..." وتكثر الزغاريد من حولها لتزف في اليوم الموالي إلى بيت زوجها وهي تذرف الدموع لتوديعها البيت الذي ترعرعت فيه، حاملة مصحفا صغيرا بيدها لتبعد عنها عين الحسود. * * ولا يخلو صباح العروس من الاحتفال أيضا أين تجلب والدتها "جفنة" طعام مرصوصة باللحم والبيض و"الحمص" و"القرعة" و"حلوة الدراجي " لتوزعها على أهل العريس مع حلوى مصنوعة في البيت. وتظل العروس في بيت زوجها أسبوعا لتعود في آخره إلى بيت والديها لترد ما يعرف "بالزيارة" إلى بيت العريس حاملة معها مختلف الحلويات والتمور والمكسرات اللذيذة.