أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار عن قرار تاريخي بالنسبة للأساتذة الجامعيين والباحثين يقضي بإلغاء رسالة الاستقبال التي تجبر هؤلاء استقدامها من جامعات العالم مقابل تربصهم لفترة معينة بعدما باتت محل سخط الأساتذة الذين تحولوا إلى أداة "بزنسة" في الخارج، في وقت لم يخف فيه الاختلالات التي صاحبت تطبيق نظام" ال أم دي" بالجزائر الذي عمم بحذافيره دون مراعاة خصوصية جامعاتنا. وقال حجار أمس، على هامش الجولة التفقدية لمشاريع قطاعه بكل من جامعة بوزريعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2 وكذا جامعة الجزائر 3 بدالي إبراهيم رفقة والي العاصمة عبد القادر زوخ، أن رسالة الاستقبال المطالب بها إجباريا كدليل يثبت إجراء الأستاذ الجامعي والباحث تربصه بجامعة ما ويسمح له من خلالها إعادة التكوين مرة أخرى في حالة وجود مؤتمرات أو تربصات بجامعات دولية لكسب المعارف والاحتكاك بزملاء المهنة وتبادل الخبرات. وأضاف حجار أن الرسالة استغلت خلال السنوات الأخيرة من طرف مسؤولي الجامعات العالمية لإهانة الأستاذ الجامعي الذي تحول بمثابة عملة مربحة ل"البزنسة" وهو ما يمس صورة الأستاذ والجامعة الجزائرية بشكل عام. وهو القرار الذي لقي ترحيبا من طرف الأساتذة الجامعيين الذين حضروا حفل اختتام الموسم الجامعي 2014/2015 بالإضافة إلى تكريم الطلبة النجباء، وأكد بشأنه محمد رزيق استاذ بكلية العلوم السياسية والدولية في تصريح ل"الشروق"، أن إلغاء الرسالة سيعيد للأستاذ كرامته مثمنا القرار الذي وصفه بالتاريخي. كما تحدث حجار عن نظام "أل أم دي" الذي سيعرف إصلاحات تواكب خصوصية الجامعية الجزائرية كونه استقدم من الخارج ليطبق بحذافيره من دون تحضير المجتمع المدني أو دراسة وتكوين الأساتذة، مؤكدا أن الإجراءات التي ستلازمه والجامعة معا مستقبلا لن تكون إلا بإشراك الفاعلين في القطاع من نقابة الأساتذة، المنظمات الطلابية وحتى الطالب الذي وصفه ب"المغيب" عن الجامعة، موضحا انه سيتم الاستعانة بتجارب الجامعات العربية والعالمية في هذا الشأن. وعن سؤال "الشروق" حول الاحتجاجات المتعاقبة لحاملي الماجستير والدكتوراه المقدر عددهم بحوالي21 ألف والذين يطالبون بالإدماج، أكد الوزير أنهم مدعوون للمشاركة في مسابقة التوظيف اللاحقة للقضاء على الإشكال.