رفضت جامعة اليرموك الأردنية تقديم رسائل استقبال للأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه الجزائريين في إطار التربّصات القصيرة، إلاّ بشروط على رأسها تقديم طلب رسمي من رئاسة الجامعة، وهي خطوة تعسّر الاستفادة من رسائل الإستقبال وتزيدها تعقيدا، خصوصا بعد إحجام مختلف الجامعات العالمية عن منح رسائل الاستقبال للجزائريين. ووجّهت رئاسة جامعة اليرموك بالأردن، رسالة إلى كافّة الكليّات التابعة لها، إطّلعت عليها "الشروق"، تؤكّد فيها أنّه يتوجّب على طالبي رسائل الاستقبال من أساتذة باحثين وطلبة دكتوراه جزائريين، تقديم طلب رسمي موقّع من رئاسة جامعاتهم ضمن ملف طلب رسالة الاستقبال في إطار التربّصات قصيرة المدى، وجاء في الرسالة أنّ هذا القرار الذي تمّ اتخاذه يعود لكثرة طلبات رسائل الاستقبال وتدفقّها الهائل في السنوات الأخيرة لأغراض البحث العلمي والإلتقاء بأعضاء هيئة التدريس في الأردن والاستفادة من مختلف المراجع بالمكتبات، ممّا يستوجب حسب الرسالة غربلة الطلبات واشتراط طلبات رسمية من رئاسة الجامعات الجزائرية. وهو القرار الذي يبدو أنّه خاصّ بالأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه الجزائريين فقط، من دون باقي طلبات الأساتذة من دول العالم، وقد أثار استغرابا واستياء في بعض جامعات الوطن، نظرا للقيود المفروضة وتضييق منح رسائل الاستقبال، التي أصبح الحصول عليها في الفترة الأخيرة شبه مستحيلا، إذ تؤكّد مصادر جامعية ل"الشروق" أنّ الجامعات الفرنسية على سبيل المثال أصبحت لا ترّد على طلبات رسائل الإستقبال التي تحتوي على ملخّصات عن البحوث العلمية والأهداف من التربص ومخططاته، وبالتالي فإنّ عدم التجاوب يعّد صادما للمترشّحين للتربصات قصيرة المدى، والتي تشترط فيها اللجان والمجالس العلمية تقديم رسائل استقبال أصلية، والتحقت بالركب حتى جامعات عربية مثل جامعة الأردن، والتي كانت إلى حين مقصد العديد من الباحثين الجزائريين، فيما تعتبر الأوضاع الأمنية والسياسية في دول أخرى مثل سوريا مانعا لزيارتها.
وعليه فإنّ دائرة الجامعات المستقبلة ضاقت في السنوات الأخيرة، مقابل ارتفاع عدد المترشحين للتربّص بالخارج، خصوصا وأنّ عدد طلبة الدكتوراه في نظام "الألمدي" الذين إلتحقوا بطور ما بعد التدرّج، يقدّر بالمئات .