تصاعدت وتيرة حرق المساجد في الضفة الغربيةالمحتلة من قبل قطعان المستوطنين في الأعوام الأخيرة، وتحولت لظاهرة، تزامنا مع وتيرة الاعتداءات على المسجد الأم في فلسطين وهو المسجد الأقصى. وشهد فجر امس جريمة جديدة تمثلت في حرق مسجد أبو بكر الصديق بقرية عقربا جنوب نابلس بعد أن حطم عدد من المستوطنين أبواب ونوافذ المسجد وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه وأضرموا النار في أرجائه. ويشير المواطن محمد ديرية من قرية عقربا لمراسلنا إلى أنَّ المستوطنين يتعاملون بمنطق الإصرار على المس بالمساجد، لأنهم يعلمون أن هذا أكثر ما يغيظ المسلمين، معتبرا ما يجري نوع من الهوان الذي لا يجب السكوت عليه. وأضاف: "منذ حرق المسجد الأقصى عام 1968 والاعتداءات المتكررة على الأقصى وعدم وجود ردات فعل من قبل العالم الإسلامي، تجرأ المستوطنون وسلطات الاحتلال على استهداف كامل الهوية الإسلامية لفلسطين". استهداف ممنهج للمقدسات ويؤكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية لمراسلنا أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار استمرار مسلسل الانتهاكات والاعتداءات المتكررة من جانب المستوطنين المتطرفين على المقدسات الإسلامية والمسيحية. ويشير إلى أن سياسة حرق المساجد تتم بتخطيط مسبق من قبل المستوطنين وتأتي في إطار متصاعد من الاعتداءات التي تستهدف المقدسات. وكان قطعان المستوطنين قد أحرقوا في الأعوام الأخيرة مساجد في بلدات حوسان قضاء بيت لحم، وياسوف قضاء سلفيت، ومسجدي بلدتي اللبن الشرقية والمغير قضاء رام الله، وحوارة قضاء نابلس. يتعمدون حرق المصاحف ويقول المواطن الحاج محمود مصلح من قرية ياسوف، والذي كان شاهدا قبل أعوام على حرق مسجد القرية من قبل المستوطنين، إن المستوطنين يتعمدون حين يقتحمون المسجد أن يقوموا بحرق المصاحف أولا، حيث يجمعون المصاحف ثم يشعلون النار فيها ولا يقومون بعملية حريق عشوائي. وأضاف أن "هذا تحد سافر، يتبعه قيامهم بكتابة شعارات باللغة العبرية تتضمن شتائم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وعبارات تهديد بالقتل على جدران المسجد منه: "الانتقام بنار آيفي" و"سنحرقكم كلكم". وينوه إلى تشابه طريقة الحرق لدى مختلف مساجد الضفة التي تم حرقها، مما يشير إلى أن الموجه واحد، وأن الاستهداف هو لعقيدة المسلمين بشكل عنصري. بدوره، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس في تصريح صحفي الثلاثاء تعقيبا على حرق مسجد أبو بكر الصديق في عقربا: إن "التصريحات التي تفيض كراهية، وعنصرية والتي طالبت بإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل في وجه المؤمنين المسلمين وغيرها من التصريحات الصادرة عن سياسيين وبرلمانيين وحزبيين إسرائيليين تعمل بشكل واضح لتأجيج المنطقة بحرب دينية ستغرقها في دوامة عنف كبيرة".
خبير مقدسي: الاعتداء على مسئولي وموظفي الأقصى سياسة ممنهجة
أكد د. جمال عمرو الخبير في شئون القدس والاستيطان، أن ما يجري من عدوان يومي ممنهج بحق المسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال ومستوطنيه تخطى كل عدوان سابق، وكل ما يمكن تخيله منذ احتلال القدس سنة 1967. وقال الخبير عمرو ف: إن شرطة ومستوطني الاحتلال اعتدوا اليوم بالضرب وسجنوا كل من مدير الأوقاف عزام الخطيب ومدير المسجد الأقصى الشيخ الكسواني، وعدد من حراس الأقصى بشكل همجي. ويتعرض المسجد الأقصى بكافة مرافقه الإسلامية منذ عدة أيام لهجمة احتلالية شرسة غير مسبوقة، أصيب فيها عشرات المصلين والمرابطين في الأقصى، أطلق فيها الاحتلال كمية كبيرة من النيران والقنابل. وأضاف: "استكمالاً لمسلسل العدوان غير المسبوق أمس؛ اعتدوا اليوم على السقف القبلي وحطموا النوافذ وأطلقوا النار وأتلفوا كثيرا من المرافق والممتلكات التاريخية الإسلامية، ثم اعتدوا على مسئولي وحراس الأقصى بالضرب". وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني هو الاحتلال الوحيد في العالم الذي يعمل بكافة أذرعه "الأمنية والشرطية والسياسية" ضمن عدوان ممنهج على الأقصى أمام مرأى ومسمع العالم، بعد أن انتقلت حكومته من مرحلة السريّة في العدوان إلى الاعتداء العلني. ودعا إلى إنقاذ القدس والأقصى من الهجمة المتصاعدة التي تجرى بحماية أفراد الشرطة الذين يوفرون غطاءً للمستوطنين في عدوان لم يمر على الأقصى منذ احتلاله سنة 1967، يترأسه نائب رئيس الكنيست "موشيه فيغلين"، حيث يسعى الاحتلال لتجريد الأقصى من سيادة الأردن، ونقلها بشكل كامل لشرطته. ودعا العالم، من مؤسسات حقوقية وثقافية أجمع لإيقاف هذه المحاولات بشكل حازم، والحفاظ على هوية وثقافة شعبنا الفلسطيني.
آلاف المستوطنين يقتحمون الخليل القديمة
اقتحم آلاف المستوطنين امس البلدة القديمة في الخليل قادمين من مستوطنات الضفة الغربيةوالقدس والداخل المحتل عام 1948 بحجة الأعياد اليهودية. وقالت مصادر محلية إن آلاف المستوطنين اقتحموا المدينة؛ حيث أقلتهم عشرات الحافلات قادمين من المستوطنات الأخرى بحجة عيد "العرش" اليهودي وسط تواجد مئات من جنود الاحتلال وعناصر الشرطة الصهيونية وتشديد أمني في أنحاء متفرقة من المحافظة. وأضافت المصادر أن الاحتلال قرر إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف وسط المدينة عدة مرات خلال الفترة الماضية بحجة الأعياد. في سياق آخر نصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًّا قرب مخيم الفوار جنوبالمدينة وفتش الجنود المركبات والمواطنين. وقال شهود عيان ل"المركز الفلسطيني للإعلام" إن قوات الاحتلال نصبت الحاجز العسكري بالقرب من المدخل الرئيسي لمخيم الفوار وقام الجنود بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات المارة. وكانت قوات الاحتلال عرقلت حركة المواطنين على الحاجز العسكري الذي تقيمه بين الفينة والأخرى قرب مدخل الخليل الجنوبي المجاور والمعرف باسم مدخل "الحرايق".
الاحتلال يعتدي على مدير الأقصى ويعتقل أحد حراسه
قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن الاحتلال شدد من إجراءاته وحصاره على المسجد الأقصى المبارك، ومنع من هم دون ال (50 عامًا) من الرجال وجميع النساء من دخوله. وانتشرت عناصر كبيرة من قوات الاحتلال بكثافة على جميع أبواب الأقصى التي أغلقتها ما عدا أبواب المجلس وحطة والسلسلة، فيما اعتدت القوات الخاصة على مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني بالضرب وعلى مهند إدريس أحد حراس الأقصى. وقالت المؤسسة في بيان لها امس إن 30 ضابطًا من قيادة شرطة الاحتلال في القدس اقتحموا صباحًا المسجد الأقصى، وأجروا جولة مطولة في أنحاء متفرقة منه، وخاصة في منطقة الجامع القبلي المسقوف، ثم انسحبوا إلى خارج حدود الأقصى. وأضافت أن نحو 200 مستوطن اقتحموا ودنسوا منذ ساعات الصباح الأقصى من جهة باب المغاربة على مجموعات، ووسط حراسة شرطية مشددة، وقد نظموا جولة في أنحاء متفرقة منه، وتلقوا شروحات عن تاريخ الهيكل المزعوم ومعالمه، فيما لا تزال عملية الاقتحامات مستمرة. وأفادت مؤسسة الأقصى أن قوات خاصة اعتدت على الشيخ الكسواني أثناء تجوله في الأقصى برفقة مدير دائرة الأوقاف الشيخ عزام الخطيب، حيث تم محاصرتهما، والاعتداء بالضرب على الكسواني، وكذلك على الحارس مهند إدريس، واعتقاله. وأوضحت أن مئات من المصلين يتواجدون في الأقصى ويتوزعون على الساحات والمصاطب لتلقي العلم وقراءة القرآن، حيث تتعالى أصوات تكبيراتهم المنددة بتلك الاقتحامات، لافتة إلى أن قوات الاحتلال هددت عددًا من المصلين بالاعتقال إذا قاموا بالتكبير. وأشارت إلى أن المئات من المرابطين يتواجدون عند البوابات، وتحديدًا عند باب حطة، احتجاجًا على منعهم من دخول الأقصى، مبينة أنّ الوضع في الأقصى بغاية التوتر الشديد، خاصة في ظل الدعوات اليهودية المتواصلة لاقتحامه وتدنيسه. وانتقدت الموقف الفلسطيني والعربي مما يجري في الأقصى، قائلة: إن "الموقف الفلسطيني الرسمي لا يرتقي إلى مستوى الأحداث التي يمر بها الأقصى، وتتصاعد يومًا بعد يوم"، لافتة إلى أن هناك نقلة نوعية في الهجوم الشرس على المسجد. وعلى المستوى الشعبي، قالت "بدأنا نلمس بعض التحركات الاحتجاجية على ما يجري بالأقصى، حيث ستجري غدًا ويوم الجمعة القادم فعاليات نصرة للمسجد، ولكننا نأمل أن تتكثف وأن تخرج مظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة". وتابعت "نأمل أن تكون هناك تحركات عاجلة على المستوى العربي الرسمي لإنقاذ الأقصى وحمايته، وأن تتحرك الشعوب، لأن ذلك يخدم ويصب في مصلحة الأقصى". وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الاثنين المسجد الأقصى، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المصلين، ما أدى لإصابة 30 منهم بجراح وحالات اختناق، كما عاثت خرابًا في الجامع القبلي المسقوف بالأقصى.
"الخارجية": التصويت البريطاني تصحيح للظلم التاريخي
رحب وزير الخارجية رياض المالكي، بتصويت أعضاء مجلس العموم البريطاني على الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن هذا تصحيح للظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني، عندما اعتبر أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض. وشكر المالكي، في بيان امس أعضاء مجلس العموم البريطاني بكافة انتماءاتهم السياسية والحزبية، الذين تخطوا الضغوط الهائلة، حيث استمعوا إلى صوت المنطق والقانون والعدالة، منسجمين مع مبادئهم، ووقفوا بجانب الحق والصحيح من التاريخ بدعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. ودعا المالكي الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين، انعكاسا لرغبة ممثلي شعب المملكة المتحدة. ووافق المشرعون في مجلس العموم البريطاني، الاثنين، بأغلبية ساحقة على اقتراح غير ملزم، ينص على أنه "يرى هذا المجلس أن الحكومة (البريطانية) يجب أن تعترف بدولة فلسطين على أساس حل الدولتين". وصوت المجلس لصالح المذكرة بأغلبية 274 عضوا (من إجمالي 650) مقابل رفض 12، بينما امتنع وزراء الحكومة عن المشاركة في عملية التصويت خلال جلسة بثتها عدة قنوات تلفزيونية.
رئيس المعارضة الصهيونية: القرار البريطاني هزيمة مدوية لسياسة الكيان
وصف رئيس المعارضة الصهيونية النائب العمالي يتسحاق هرتسوغ التصويت في مجلس العموم البريطاني بهزيمة مدوية لسياسة الكيان الصهيوني، معتبرا أنّ أيّ هزيمة من هذا القبيل تمس بمصالحنا الأساسية. وحسب الإذاعة الصهيونية العامة، وجَّه هرتسوغ انتقادات إلى حكومة بنيامين نتنياهو قائلا: إنَّ الأخير أخفق في أداء مهامه على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقال: إنَّ رئيس الوزراء (نتنياهو) أخفق أيضا في مساعيه لمكافحة غلاء المعيشة، متهما إياه بصرف أنظار المجتمع عن هذا الموضوع من خلال ما وصفه بتبادل اللكمات مع واشنطن.
الاحتلال يقتحم مناطق في جنين ويضع حواجز متنقلة
اقتحمت قوات الاحتلال فجر امس، مدينة جنين وعدة قرى وبلدات في المحافظة ووضعت عدة حواجز متنقلة للتفتيش. وقالت مصادر محلية، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة ضباط من المخابرات اقتحمت مدينة جنين وقرى وبلدات عرابة، وقباطية، ومسلية، والزبابدة، وميثلون، وشنت حملة تمشيط وتفتيش، ونصبت الكمائن وسيرت آلياتها في الأزقة والشوارع. وأضافت المصادر، أن الجنود استوقفوا بعض الشبان والمركبات وقاموا بتفتيش وفحص بطاقات الشبان دون اعتقالات. مون: دمار غزة فوق الوصف ورواتب موظفي غزة في الطريق
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنَّ الدفعة الأولى من رواتب موظفي غزة المدنيين في طريقها إلى قطاع غزة، مشدداً على ضرورة رفع الحصار بشكل كامل عن القطاع. وقال كي مون في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الحكومة زياد أبو عمرو بمقر مجلس الوزراء في غزة، اليوم الثلاثاء خلال زيارته لغزة: "لا يمكن حلّ مشاكل قطاع غزة دون النقاش في جذورها مع رفع الحصار المفروض عنه". وأكد أنَّ الدمار الذي شاهده في غزة اليوم فوق الوصف، وأكثر بكثير من الذي رآه في زيارته الأولى لغزة بعد عدوان عام 2008-2009، مقدماً تعازيه للعائلات التي فقدت أبناءها خلال العدوان، متمنياً للجرحى السلامة التامة. وأضاف: "رغم أنني مثقل بهذه الهموم، إلا أنني جئت برسالة أمل، نتضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل مستقبل واقتصاد أفضل، دعونا نبني غزة إلى الأفضل، وكل شخص يستطيع أن يعيش في سلام وطمأنينة". وتابع: "المجتمع الدولي متعاطف تماما مع إعادة إعمار قطاع غزة عبر المنح التي أعلن عنها في مؤتمر القاهرة الذي أرسل رسالة قوية وهامة للعالم، فأنتم تبنون فلسطين واحدة، وهذا شيء مهم جدا، ولقائي اليوم بوزراء حكومة التوافق يعطيني الإحساس بأن هناك فلسطين واحدة". ودعا الفلسطينيين والصهاينة للعودة إلى المفاوضات ومناقشة المشاكل الحيوية، وإلا سيعود "العنف" إلى المنطقة مرة أخرى. بدوره، تقدم نائب رئيس الحكومة زياد أبو عمرو بالشكر والتقدير لكافة الجهود التي بذلها مون والأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة، من أجل وقف العدوان أولا، وتوفير المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف من سكان القطاع الذين شردوا أو تضرروا بسبب العدوان. وذكر في المؤتمر الصحفي، أنه بحث ووزراء حكومة التوافق مع مون قضايا الإعمار وعمل المعابر وإدخال المواد اللازمة بالسرعة المطلوبة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع، وسبل تحسينها من خلال تسهيل حركة البضائع من غزة إلى الضفة والعكس وإلى الخارج. وأوضح أنه تباحث مع مون بموضوع الحكومة وعملها واستيعاب موظفي قطاع غزة بالجهاز الإداري، مؤكداً أن الحصار على القطاع هو الذي يتسبب بضائقة القطاع الاقتصادية، "ولا بد من وجود ضمانات بألا يقوم الاحتلال بتدمير ما سيتم إعماره في القطاع". وقال: "جذر المشكلة في القطاع والأراضي الفلسطينية في القدس والضفة يكمن في استمرار الاحتلال لأراضي الدولة الفلسطينية". وأضاف: "توفير الأمن والاستقرار في فلسطين ودول المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون الإنهاء السريع للاحتلال".