من دأب على حضور الطبعات السابقة لمهرجان أدب وكتاب الشباب يخرج بانطباع واحد أن هذا المهرجان تحوّل إلى ملحقة للمعرض الدولي للكتاب، حيث لا يربطه بالشباب غير العنوان سواء كان من ناحية الحضور أو المواضيع المطروحة أو حتى المدعوين. ربما كان المنظمون والمشرفون على المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب يدركون منذ البداية أن تنظيم مهرجان للكتاب في فترة العطلة وفي مكان بعيد عن المواصلات هو رهان فاشل، لهذا عمدوا إلى استعمال اسم الراحلة أسيا جبار كواجهة إشهارية لجلب الانتباه وتحقيق الرواج في ظلّ عزوف الزوار وقلّة الإقبال الذي شهده المهرجان وهذا بشهادة دور النشر المشاركة على قلّتها، حيث أكد أغلب ممثلي دور النشر الذين تحدثنا إليهم أنّ توقيت المهرجان المصادف للعطلة وهروب الناس إلى الشواطئ ليس مناسبا لعرض الكتب، لهذا تحوّلت مشاركات دور النشر خلال هذا المهرجان إلى حضور رمزي وتسجيل مشاركة لا أكثر، خاصة وأن الموقع الذي اختاره المنظمون لنصب خيم المهرجان لا يساعد على تشجيع الإقبال لأنه بعيد عن وسائل النقل، فضلا عن غياب وسائل الراحة في عز الصيف بالنسبة للزوار، هذا بخصوص التنظيم أما الندوات المرافقة للمعرض فإنها قد جانبت هي الأخرى المواضيع التي قد تهم أدب الشباب ومشاكلهم، وتركزت على مواضيع مستهلكة وسبق وأن طرحت من قبل في المعرض الدولي للكتاب وغيره من التظاهرات مثل ندوة الجوائز الأدبية والممنوع والاغتراب وغيرها .. كما اعتمد المهرجان على فرقعة الأسماء المكرسة لجلب الانتباه، وإلا فما معنى أن تتم دعوة أدباء معدل أعمارهم يتجاوز 65 سنة، ثم نتحدث عن أدب الشباب، ولماذا تتم دعوة أسماء بعينها كل سنة، وكأن الساحة لم تنجب غيرهم؟ إذا لم يكن من منطق رد الجميل وتبادل الزيارات وعلى أي أساس عمدت المحافظة اختيار الأسماء المشاركة؟ وما هي معايير برمجة وانتقاء محاور الندوات، وما علاقتها بكتاب الشباب في مهرجان محسوب على الشباب، فكان من المفروض أن يناقش قضاياهم في النشر والإعلام وغيرها من المواضيع التي كان يجب أيضا أن تمنح فيها الكلمة للشباب للحديث عن أنفسهم بدل استدعاء من يتحدث باسمهم.