قام صبيحة السبت وزير الداخلية يزيد زرهوني، مرفوقا بالعقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني والعقيد مصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية وبحضور إطارات وموظفي قصر الحكومة، بوضع أكاليل من الورود في موقع الحادث الذي كان قبل سنة مسرحا لاعتداء انتحاري استهدف في حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة مبنى رئاسة الحكومة وبعدها بأقل من ربع ساعة تنفجر سيارة مفخخة أمام مدخل مقر الأمن الحضري بباب الزوار. وخلفت العمليتان الانتحاريتان حوالي 33 ضحية وأكثر من 200 جريح أغلبهم من المدنيين، وتحفظ أمس وزير الداخلية عن الإدلاء بأي تصريح على هامش وقفة الترحم وسط حضور بعض عائلات الضحايا.وكانت أجهزة الأمن قد أعلنت حالة استنفار لإحباط اعتداءات انتحارية محتملة خاصة بالعاصمة، ويؤكد عدم تسجيل أية عملية انتحارية بالمناسبة بالعاصمة القراءات السابقة حول التداعيات التي خلفتها تفجيرات 11ديسمبر الماضي واستهدفت مقر المفوضية الأممية بحيدرة ومقر المجلس الدستوري ببن عكنون، حيث تم تفكيك أهم القواعد الخلفية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" كما سبق ل"الشروق" أن أشارت إليه في عدد سابق، ما يؤكد صعوبة عودة هذا النوع من العمليات إلى العاصمة، وهو ما يفسر حسب أوساط أمنية الاكتفاء بتنفيذ اعتداءات باستعمال القنابل التقليدية وتفجيرها عن بعد تستهدف أفراد الأمن الذين يقومون بالمرافقة الأمنية للعمال الأجانب، مثلما حصل في بومرداس والبويرة، اذ لم تخرج العمليات عن المعاقل التقليدية لتنظيم "درودكال"، كما أنها تفتقد للصدى الإعلامي الذي رافق تنفيذ العمليات الإنتحارية في العاصمة.ويرى مراقبون أن عجز قيادة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عن تنفيذ اعتداءات بمناسبة ذكرى 11 أفريل يعد أولى ثمار نجاعة المخطط الأمني الذي تم اعتماده بعد تفجيري 11 ديسمبر بالعاصمة، مما سمح في تحييد الكثير من النقاط الحساسة التي كانت مبرمجة في أجندة جماعة درودكال.ويؤكد متتبعون للشأن الأمني، أن أسلوب العمليات الانتحارية يعيش في المرحلة الراهنة أكبر صور العزلة بعد فقدان شبه مطلق للشرعية التي كانت محل جدل منذ 11 أفريل في ظل عجز قيادة "درودكال" عن تقديم أي مستند شرعي لتبريرها والرد على الطعن الذي أثارته الدراسة الشرعية التي عرضتها جماعة "حماة الدعوة السلفية"، كما أن أيمن الظواهري مساعد أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" الذي قام بتزكيتها لم يعطها دفعا معنويا، بل أدخلها في نطاق العزلة أكثر بعد أن وصف الضحايا بالصليبيين، ورافق ذلك تململ واستياء من طرف أنصار "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أنفسهم من خلال تعليقاتهم العديدة على المواقع القريبة من "القاعدة" على الانترنيت.