تلفظ سنة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، الأحد، شهرها الرابع، ومن دون مبالغة، يمكن الجزم بأنها لحد الآن لم تحقق أهدافها، أو على الأقل شفعت رقم ال 700 مليار التي يفترض صرفها على التظاهرة، بعد أن انقطع مؤخرا حبل التواصل نهائيا بين الفعاليات الثقافية والجمهور، وهو ما أغضب الوفدين الأجنبيين الأخيرين اللذين حلا بقسنطينة، حيث وجدا نفسيهما يعرضان أعمالهما أمام مقاعد شاغرة دون أدنى اهتمام من الجمعيات الثقافية بالمدينة والمناطق المجاورة وكذا من الجمهور الذي تواجد بقوة في ثلاث مناسبات فقط "ملحمة قسنطينة" و"حفلة تكريم الراحلة وردة" وحفل "الشاب خالد". أما باقي النشاطات فكانت الصدمة عنيفة، أثارت الوفدين السوداني والكويتي وتساءل شعراء وأدباء والفنانين التشكيليين لهذين البلدين إن كان في المدينة أديب أو شاعر واحد، بالرغم من أن في المدينة عدد من التظاهرات الشعرية السنوية التي تصرف فيها الملايير في كل سنة، وهو أمر يحتم على وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التدخل لأجل إنقاذ ما تبقى وإنقاذ بالأخص صورة الجزائر، فباستثناء لخضر بن تركي مدير ديوان الثقافة والإعلام الحاضر دائما أو من ينوبه في الديوان، فإن الملاحظة التي صارت تثيرها الوفود هي الغياب الدائم لمحافظ التظاهرة سامي بن الشيخ الحسين أو من ينوبه، في شبه مقاطعة أو استقالة غير معلنة من التظاهرة، وحتى خلية الإعلام التابعة للمحافظة لا تتواصل إطلاقا مع الإعلام، دون تقديم أي توضيح عن سبب غيابه، والنتيجة أنّ حفلة اختتام الأسبوع السوداني حضرها 9 متفرجين، رغم تنظيمه بقصر الثقافة "مالك حداد" وسط المدينة، والأسبوع الكويتي جرى أمام 12 فردا أغلبهم إعلاميين، وحتى القول بأنّ فترة الصيف هي التي أفرغت القاعات غير منطقي، لأن عدم حضور طالب واحد في معهد الأدب أو أستاذ أو مبدع واحد لندوات كبار الكتاب العرب تفسيره وجود طلاق بين الجزائري والثقافة، ما يعني أن التظاهرة صيحة بالملايير في وادي، على الأمل الاستدراك فيما تبقى من عمر التظاهرة.