تخرج سنة 1996 من مدرسة "ألحان وشباب" محققا المرتبة الثالثة، تربى على الموسيقى الشرقية وتلقن أبجديات الغناء الأصيل، فلم تجرفه موجة الراي "الماجن" هو هواري ولهاصي ابن وهران يحكي ل"الشروق" قصته مع الفن ومهنة مضيف جوي ومشاريعه المستقبلية. كيف بدأت الغناء؟ كانت مند الطفولة، كما كل الفنانين، لكن التحاقي ب"ألحان وشباب" في طبعة 1996 / 1997فتح لي أبواب الفن على مصراعيها، حيث فزت بالمرتبة الثالثة رغم المنافسة الشديدة، وبعدها التحقت بالمعهد الوطني أحمد وهبي للموسيقى تعلم الصولفاج والعزف على "البيانو" لتنطلق بعدها مغامرة البحث عن الذات والاحتكاك مع الجمهور.
ما يثير الانتباه هو أنك لم تنجرف مع موجة الراي الهابط، ما تعليقك؟ الراي طابع موسيقي أصيل، يحتوي على الكثير من المقامات القريبة للفن الوهراني الذي أعشقه، لكني ومنذ بدايتي لم أهتم به خاصة بعد تحوله للغة المخدرين والمنحرفين بسبب الكلمات الهابطة التي تجعلك تعجز عن سماع أغنية مع عائلتك.
ألست نادما على تأديتك لبعض أغاني الراي الشبابية، خاصة وأنك لم تحقق الشهرة اللازمة بعد أكثر من 20 سنة على بداياتك؟ بالعكس، لم أندم على اختياري "الستيل" الوهراني، وكما قلت الشهرة حلم أي فنان، لكن ليس على حساب الأخلاق، وأخلاقي تمنعني من ولوج عالم الكلام البذيء وعقلية "الأي أي" حتى لو يمنحوني أوسكارا.
لماذا لم تجمع أغانيك الكثيرة في "ألبوم"؟ أهتم كثيرا بالأغاني المنفردة "سينغل"، حيث أملك العشرات منها بين الوطنية والدينية وأغاني الطابع الوهراني، لكن قريبا سأجمعها في ألبوم واحد وأضيف له أغنيتين تكريما لعملاقي الأغنية الوهرانية أحمد وهبي وبلاوي الهواري.
كيف التحقت بمهنة مضيف طائرة، وهل وجدت صعوبة في التوفيق بين المهنتين؟ التحقت بشركة الخطوط الجوية الجزائرية سنة 2006 بعد نجاحي في المسابقة الخاصة بالمضيفين، وصراحة ليس من السهل التوفيق بين مهنتي الغناء والمضيف، لأنهما تتطلبان الجهد والوقت، ما يجعلني في مرات كثيرة أضيع حفلات وجولات على حساب مهنتي الثانية، والعكس صحيح، لكن ما يثلج قلبي المساعدة التي وجدتها من طرف القائمين على الشركة الذين يتفهمون وضعيتي فيعبدون لي طريق المشاركة بانتظام في المهرجانات.
هل هناك تشابه بينهما؟ أجل، فالغناء يسمح لك بالسفر ولقاء جمهور مختلف، نفس الشيء مع مهنة المضيف التي تسمح لك بزيارة كل أقطار العالم بالطائرة وكذا التقرب من جمهورك بالجالية الجزائرية وتقلد منصب سفير للأغنية الوهرانية، ولعل أجمل ذكرى أحتفظ بها يوم تنقلنا إلى مدينة "مونريال" الكندية، وهناك ألح علي للغناء رفقة نصر الدين شاولي فكان التجاوب كبيرا من طرف الجمهور. مشاريعك؟ أحضر لتسجيل أغنية وطنية "ديو" ستجمعني بالفنانة الصاعدة أمل عتبي، وقد نصور لها فيديو كليب بمناسبة احتفالية أول نوفمبر، إضافة للألبوم الذي حدثتك عنه والخاص بأجمل أغاني التي قدمتها طيلة 20 سنة من مشواري.