ارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي وغارات مقاتلات النظام السوري، الأحد، على السوق الشعبي في مدينة دوما شرق دمشق إلى أكثر من 100 قتيل غالبيتهم من المدنيين و250 جريح بعضهم في حالة حرجة، بحسب مصادر المعارضة. وهذا الهجوم هو الثاني على دوما الذي تشنه طائرات النظام خلال أقل من أسبوع، ويعد من بين الأعنف في سوريا مند اندلاع النزاع منتصف مارس 2011. ولم يتداول الإعلام الرسمي أي معلومات عن عمليات القصف في دوما وضحاياها، بينما أشار موالون للنظام إلى أن ذلك القصف كان يستهدف مواقع لجيش الإسلام بزعامة زهران علوش في دوما ومحيطها. وذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومقره تركيا، إن الهجوم كان يهدف إلى إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وكان جيش الإسلام المعارض قد شن هجوماً، السبت، على محيط إدارة المركبات العسكرية في حرستا شرق دمشق وفجّر نفقاً في محيط الإدارة، كما تقدم مسلحو المعارضة، بحسب مصادرها، في نقاط عدة في حي العجمي، مما أوقع 40 من جنود القوات الحكومية قتلى خلال الاشتباكات. وقالت القوات النظامية في بيان عسكري، إنها عثرت على نفق بطول 600 متر في منطقة ميسلون في حي جوبر، شرق العاصمة السورية، خلال الاشتباكات العنيفة مع مسلحي المعارضة. وذكرت مصادر معارضة، أن قائد أحرار الشام في مدينة دمشق أبو راتب المزاوي اغتيل بعبوة ناسفة في سيارته في القابون شرق العاصمة السورية. وكانت الطائرات النظامية قد شنت، السبت، وفجر الأحد، غارات على الزبداني ووادي بردى. ونقلت مصادر المعارضة مقتل 40 شخصاً في منطقة بسيمة في وادي بردى، وأصيب مسجد بسيمة بأضرار كبيرة. وقالت بيانات عسكرية، إن القوات النظامية ومسلحي حزب الله اللبناني تقدموا في الحي الغربي وسيطروا على كتل وأبنية فيه، وتقدموا في بعض المناطق. وقالت مصادر موالية، إن قراراً حكومياً أصبح واضحاً بالحسم العسكري في الزبداني بعد انتهاء الهدنة التي لم تستمر سوى 48 ساعة بين الطرفين. وفي حلب، شن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجوماً واسعاً على أطراف بلدة مارع في الريف الشمالي لحلب بهدف السيطرة عليها، بينما استمرت الاشتباكات في بلدة تلالين بين مسلحي المعارضة ومسلحي تنظيم "داعش". وقال بيان عسكري، إن القوات الحكومية تقدمت في حيي صلاح الدين وسيف الدولة وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة الذين قصفوا أحياء الأعظمية وسيف الدولة والإذاعة. وقالت المعارضة، إنها تقدمت على محور أفران العدنان وحاجز الخلود في درعا المحطة وسط معارك ضارية مع القوات الحكومية. كما دارت معارك عنيفة في حي المطار. وأشارت المعارضة إلى أن صواريخ حكومية طالت بلدة النعيمة في ريف درعا وأوقعت قتلى من المدنيين. وأشارت مصادر معارضة إلى تجدد الاشتباكات بين جبهة النصرة ولواء شهداء اليرموك الموالي لتنظيم "داعش" في ريف درعا الغربي. وعلى الصعيد الإنساني، أعرب مدير العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن اوبراين من دمشق، الاثنين، عن "ذهوله" جراء الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون في سوريا منذ بدء النزاع قبل أكثر من أربعة أعوام. وقال اوبراين الذي يختتم اليوم زيارة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي: "أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع". وأضاف "هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص، حيث تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق". وناشد اوبراين الذي تزامنت زيارته إلى دمشق مع الغارات على دوما "كل أطراف هذا النزاع الطويل الأمد حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي"، مشدداً على أن الاعتداء على المدنيين "غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف". وتقع دوما في الغوطة الشرقية، وهي أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار خانق تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والأدوية.