استسلم خاطفي الطائرة السودانية اليوم ووصفت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها عملية اختطاف الطائرة السودانية بأنها "عمل إرهابي غير مسؤول". وطالبت من ليبيا تسليمها خاطفو طائرة "صن اير" لتقديمهم إلى العدالة. * وأكدت الوزارة أن "الحادث جاء في وقت تبذل فيه حكومة السودان جهودا مضنية وصادقة لبسط السلام والأمن والاستقرار في ربوع البلاد". وأكدت الخارجية السودانية في بيانها رفضها "التام لمثل هذا السلوك المشين الذي تدينه كل الشرائع والقوانين الدولية"، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة عملية اختطاف الطائرة التي كانت في رحلة داخلية من نيالا في دارفور إلى الخرطوم قبل إجبارها على الهبوط في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا. * وبدوره وصف والي جنوب دارفور على محمود اختطاف الطائرة بأنه "خطوة إجرامية" ورجح بأن يكون من اختطف الطائرة من أبناء دارفور ومن منتسبي الحركات المسلحة في الإقليم. ورجح أن يكون الهدف سياسيا في المقام الأول. وقال الوالي انه "لا أحد يتوقع أن تختطف طائرة قادمة من نيالا إلى الخرطوم لأن من يستقلون الطائرة إلى الخرطوم أغلبهم من المرضى". مؤكدا أن هذا العمل قصد به زعزعة الأمن والاستقرار ولا يمكن فصله عما يدور بولايات دارفور. * وانتهت عملية الاختطاف الأربعاء بإطلاق سراح الرهائن وعددهم 87 راكبا، وذلك بعد مفاوضات أجرتها السلطات الليبية مع قائد العملية منذ مساء الثلاثاء. * وأفادت المصادر الليبية بأن ضابطي شرطة ضمن القوات المصرية في قوات الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور ضمن ركاب الطائرة السودانية المختطفة المفرج عنهم. * ولم يكشف الخاطفون الذين أعلنوا انتماءهم إلى "جيش تحرير السودان" عن مطالبهم واكتفوا بالقول إنهم سيعلنون عنها في فرنسا، وهي الجهة التي طالب المختطفون التوجه لها فور عملية الاختطاف. وحول هوية القراصنة، أعلن قنصل السودان بمدينة الكفرة الليبية محمد البلة عثمان أن عملية الاختطاف نفذها شخصان يحملان مسدسات عيار (6 ملم) ينتميان إلى "حركة تحرير السودان"، جناح المتمرد عبد الواحد محمد نور المعارض لاتفاق أبوجا للسلام فى دارفور. * وحسب نفس المسؤول فقد أكد الخاطفان أنهما يريدان الالتحاق بزعيم هذه الحركة عبد الواحد محمد نور المتواجد في باريس وأنهما نسقا معه العملية، ولكن عبد الواحد محمد نور نفى في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية أن تكون حركته متورطة في عملية الخطف. وللتذكير فإن حركة تحرير السودان هي أحد الفصيلين المتمردين الرئيسيين في دارفور. * ومن جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن نور "زعيم حقيقي لحركة تمرد لحركة مقاومة في دارفور يقول انه لا يعرف هؤلاء الأشخاص ويرفض بشكل قاطع استخدام هذه الوسائل. انه رجل سلمي". * يذكر أنه في2007 اختطف مسلح سوداني طائرة بوينج 737 تابعة لشركة "إير وست" السودانية إلى العاصمة التشادية أنجمينا، إلا أنه سرعان ما سلم نفسه للسلطات التشادية بعد أن أفرج عن جميع الركاب. وأشار الخاطف إلى أنه قام بهذه العملية "لجذب أنظار المجتمع الدولي إلى ما يحصل في دارفور". وقد سجلت خلال الأشهر القليلة الماضية في السودان أربعة حوادث تحطم للطائرات. وتقول السلطات السودانية إن تكرار حوادث الطيران عائد إلى العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تحول دون الحصول على قطع الغيار اللازمة للطائرات المدنية، غير أن واشنطن تؤكد أنها لا تمانع في إرسال قطع غيار لطائرات مدنية إذا طلبت الخرطوم ذلك.