شهد مطار الكفرة العسكري الليبي منذ ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء حربا نفسية حقيقية حول الطائرة السودانية المختطفة بعد أن تضاربت المعلومات حول مصير ركابها ومطالب خاطفيها. وساد الغموض أمس المطار المذكور الواقع جنوب شرق ليبيا وفق المعلومات المسربة حول حقيقة ما يجري إلى درجة أن وكالات الانباء العالمية التي تابعت تطورات عملية الاختطاف كانت تبث أخبارا قبل ان تتراجع عنها دقائق بعد ذلك. ونفت السلطات الليبية أن تكون اجهزة الامن الليبية تمكنت من اعتقال الخاطفين دقائق بعد أن اكدت مصادر الشركة الجوية السودانية انتهاء عملية الاختطاف باعتقال مدبري عملية التحويل. وكان مرتضى حسن مدير شركة "سون اير" المالكة للطائرة، اكد أن مسلسل تحويل الطائرة قد انتهى بعد تمكن اجهزة الامن الليبية من اعتقال الخاطفين الاثنين، بينما ذكرت مصادر ليبية أن المختطفين سلما نفسيهما للسلطات الليبية. وكانت الطائرة حولت عن وجهتها لحظات بعد اقلاعها من مطار مدينة نيالا باقليم دارفور بعد أن كانت تضمن رحلة باتجاه مطار العاصمة الخرطوم. وحولت الطائرة الى مطار الكفرة العسكري الليبي بعد ان رفضت السلطات المصرية السماح لها بالهبوط على أرضية مطار القاهرة، مما اضطر الخاطفين الاثنين الى تحويل وجهتها باتجاه المطار العسكري في جنوب شرق ليبيا. وأكدت مصادر ليبية أمس أن ركاب الطائرة بخير ولم يصب أحد منهم خلال عملية الاختطاف في حين اكدت السلطات ان الخاطفين ينتميان إلى فصيل عبد الواحد نور زعيم "حركة تحرير السودان" والمعارض لاتفاق أبوجا للسلام فى دارفور. وكان الخاطفان اطلقا سراح المسافرين السبعة والثمانين وابقوا على طاقم طائرة البوينغ 737 قبل ان يقوما بالافراج عن مضيفتين اثنتين. وطالب الخاطفان السماح لهم بالإقلاع باتجاه فرنسا ولكن الطلب بقي دون رد من السلطات الفرنسية التي اكتفت بالتأكيد أنها مستعدة للمساعدة على حل هذه الأزمة. وكان احد ركاب الطائرة اكد بعد الافراج عنه ان الخاطفين اكدوا لهم ان مطالبهم لن يتم الكشف عنها الا بعد وصولهم الى فرنسا حيث يوجد عبد الواحد نور زعيم حركة تحرير السودان. وهو ما أكده مدير مطار الكفرة العسكري، الذي اشار إلى أن الخاطفين اكدوا انتماءهم للحركة المذكورة التي يقودها عبد الواحد نور وانهما خططا لعملية الاختطاف بالتنسيق معه وهو ما نفاه نور انطلاقا من منفاه الباريسي.