دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الشعب الجزائري إلى "رص الصف الوطني لمواجهة مخاطر الإرهاب المدمر والهمجي". وقال في رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد، قرأها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بقسنطينة، إن على الجزائريين "الوقوف صفا واحدا في وجه التخلف وفي مواجهة الإحباط والتشكيك واليأس". وتوجّه بوتفليقة ب"تحية إكبار وإجلال لأفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وإلى أفراد مختلف الأسلاك الأمنية، على ما يبذلونه من جهود جبارة و ما يكابدونه من تضحيات مشهودة في سبيل الذود عن حياض وطننا المفدى". وحيا الرئيس الجيش ومصالح الأمن "الجهود الجبارة من أجل حماية حدود الوطن ومحاربة فلول الإرهاب واجتثاث جذوره، وضمان شروط بسط السكينة و استتباب الأمن و الطمأنينة في سائر ربوع الوطن". وجاء في الرسالة ".. دفاعا على وطننا وحريتنا، يتعين علينا جميعا أن نرص أيضا صفنا الوطني في وجه مخاطر الإرهاب المدمر والهمجي الذي لا يعرف لا الحدود ولا الأوطان". وتأتي هذه الرسالة بعد أزيد من شهر على مقتل 10 جنود من الجيش الوطني الشعبي على يد إرهابيين في عين الدفلى عشية عيد الفطر المبارك، ويبدو أن الرسالة تحمل صيغة التحذير والحث على ضرورة الحيطة من عمليات مشابهة قد تنفّذ هنا أو هناك، ضد الجيش أو وحدات الأمن أو أفراد الشعب. وأضاف الرئيس بوتفليقة "إن مِثال المجاهد، الذي نحيي يومه الوطني يستوقفنا جميعا، نحن وكافة المواطنين والمواطنات، مهما كانت مشاربهم ومناهلهم السياسية، لنقف في صف واحد منيع، ورباط وثيق، في وجه التخلف بكل أنواعه، وفي مواجهة الإحباط والتشكيك واليأس، بالأمل والثقة في النفس، والتحدي الإيجابي لكل الصعاب الاقتصادية التي تجتاح المعمورة اليوم". وتابع "نستشرف معا بعبقرية شبابنا من العلماء والباحثين والمبدعين، مستقبلا مأمولا لما بعد عصر الطاقة، واستبداله بعصر التكنولوجيات الحديثة بالاستثمار في المعرفة والذكاء، و الطاقات المتجددة و الثرواث البديلة وما أكثرها والحمد لله في بلادنا". وخلص رئيس الجمهورية "ونحن إذ نخلد هذه الذكرى التي يعتز بها الشعب الجزائري ونحتفي بأبطالها الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل انتزاع الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، فإننا نتوخى إبراز ما تزخر به هذه المناسبات التاريخية من قيم ومعان تنير أذهان الأجيال الصاعدة بما تطفح به من دلالات عميقة وأبعاد سامية لإذكاء مشاعر الاعتزاز بأمجادنا". وأكّد بوتفليقة تمسك الجزائر ب"مشروع بناء الصرح المغاربي في كنف القيم السامية، التي جمعت الدول المغاربية إبان مكافحتها للاستعمار الفرنسي".