ساهمت سيارات "الكلونديستان" في تفاقم الزحمة المرورية الخانقة على مداخل السوق المركزي بالوادي، حيث تنتشر هناك بكثرة، وينشط أصحابها بأريحية تامة، إلى درجة أنهم أصبحوا يحاصرون السوق لتلقف الزبائن عند خروجهم منه، ليوصلوهم إلى وجهاتهم، لاسيما قاصدي مختلف الدوائر والبلديات المجاورة، فضلا عن سكان أحياء مدينة الوادي. وضعية اشتكى منها تجار السوق، الذين رأوا فيها سببا يمكنه أن يقلل من توافد المتسوقين على السوق، نظرا لما يسببونه من اكتظاظ وسوء معاملة، بالإضافة إلى صعوبة إدخال سلعهم في النهار، واستحالتها نهائيا في أوقات الذروة، أين دخل الكثير منهم في شجارات يومية معهم، على خلفية غلق الطريق من طرف "الكلونديستان"، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى تشكيل طوابير غير منتهية للمركبات، بالإضافة لاستعمالهم أصوات المنبهات بشكل مزعج للغاية، التي تقلق المارة والسكان على حد سواء. ويعمد أصحاب سيارات "الكلونديستان" إلى إحراج عدد كبير من المواطنين، بعد أن أصبحوا يرغمون زبائنهم للصعود معهم، وذلك بحمل الأمتعة على المواطن واستقباله في وسط الطرق لجلبهم للركوب معهم، كما تحدث من حين لأخر شجارات بين أصحاب السيارات ''الفرود" فيما بينهم، بسبب التنافس على استقطاب الركاب الذين يفرضون عليه مبالغ مضاعفة، بالمقارنة بمركبات نقل المسافرين المعتمدة قانونيا، بعد الركوب معهم، وأصبح ضررهم كذلك يصل إلى ناقلي خطوط الدوائر شرقية والجنوبية، حيث تراجع عدد المسافرين معهم، ما اضطرهم للاحتجاج حول هذه الوضعية في كثير من المرات، بعد أن أصبحت سيارات "الفرود" قريبة من المواطنين، وعلى أبواب الأسواق، إذ أنها تخفف عنهم عناء التنقل على مرحلتين رغم كل المخاطر والإزعاج الذي يسببونه لهم، خاصة بالنسبة لقاصدي دائرتي الدبيلة وحاسي خليفة، الذين يضطرون لركوب على مرتين بالنقل الحضري، ومن ثم الوصول إلى المحطة البرية من أجل التنقل إلى دوائرهم، فأغلبهم يفضل التنقل مع سيارات "الفرود"، التي تستقبله عند خروجه من السوق مباشرة، وتنقله إلى باب بيته مقابل تسعيرة مضاعفة لكن تخفف عنه عناء التنقل. وناشد المواطنون والتجار وكل قاصدي السوق الجهات المعنية على التدخل والقضاء على هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرا، التي شوهت مداخل السوق.