ركز التنظيم الارهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" نشاطه في الشهرين الأخيرين على منطقة الوسط التي تعد منطقة نشاطه التقليدية وتضم كلا من بومرداس، البويرة وتيزي وزو إضافة إلى تفعيل عملياته بمنطقة الشرق التي تمثل المنطقة السادسة في التنظيم الإرهابي، خاصة محور جيجل، باتنة، سكيكدة، قسنطينة. * "كتيبة الغرباء" التي تضم المجندين الجدد زحفت الى الشرق بأمر من "درودكال" * * ويسعى نشطاء "درودكال" إلى استغلال الفراغ بالجهة الغربية بعد انسحاب غير معلن لأتباع "جماعة حماة الدعوة السلفية" التي تنشط بسلسلة الونشريس وتتواجد في "هدنة" مؤقتة وكذلك بعض المناطق التي كانت معقل "الجماعة السنية للدعوة والقتال" تحت إمارة المدعو "لسلوس المدني" المكنى "عاصم". * وقال متابعون للشأن الأمني، إن التكالب الإرهابي بهذه المناطق في وقت متزامن ليس تنسيقا بين قيادات التنظيم الإرهابي، بل يندرج في إطار الحرب والصراع على الزعامة والوصول إلى الإمارة على خلفية أن تقاليد الجماعات الإرهابية خاصة "الجيا" تقتضي أن يكون الأمير دمويا ويتمكن من فرض وجود التنظيم في منطقة نشاطه، حيث لم يتم حاليا تعيين أمير جديد للمنطقة السادسة ولا توجد إمارة قائمة بذاتها في منطقة الغرب الجزائري باستثناء جماعات متنقلة تنشط في ولايات متفرقة تقوم بتنفيذ اعتداءات متفرقة مؤخرا أبرزها بولاية عين الدفلى التي تعد منطقة عبور بين الوسط الى الغرب. * ويضيف مراقبون، أن التصعيد الأخير يأتي تحسبا للتقسيم الجديد الذي اعتمده التنظيم الإرهابي وسبق ل"الشروق اليومي" أن انفردت بنشر تفاصيله في عدد سابق ويقضي بتقليص عدد مناطق النشاط الإرهابي من 6 مناطق الى 4 مناطق نشاط فقط مع تحويل مقر "الإمارة المركزية" الى خارج المنطقة الثانية في ظل الضغط على المعاقل الرئيسية التقليدية في ظل سيطرة بقايا "الجيا" على قيادة التنظيم وقلة المجندين وتحدث إرهابيون سلموا أنفسهم حديثا وآخرين "قياديين" عن إعادة الانتشار في المعاقل السابقة ل"الجيا" خاصة بمنطقة المتيجة وهو ما يفسر تسجيل تحركات ارهابية مؤخرا بضواحي مفتاح، حمام ملوان، بوعرفة اضافة الى تفكيك شبكة دعم واسناد ببوقرة، ويفسر عدم تسجيل اعتداءات ارهابية بالمنطقة الخامسة أو المنطقة التاسعة بالصحراء بالخلافات القائمة بين درودكال ويحيى جوادي (يحيى أبو عمار) أمير الصحراء على خلفية قضية اختطاف السائحين النمساويين والإعتداء على مطار جانت الذي تبنته "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في حين نفذته جماعة مسلحة أخرى. * وكانت قيادة "درودكال" قد انطلقت منذ أشهر في إيفاد أتباعها الى ولايات الشرق والغرب كما سبق ل"الشروق اليومي" الإشارة إليه في إطار تجسيد خطة إعادة الانتشار تنفيذا للتقسيم الجغرافي، وكان البيان الأخير للتنظيم الارهابي الذي تبنى فيه الاعتداءات الإرهابية الأخيرة قد نسب اعتداء سكيكدة الى "جند الغرباء" وهي كتيبة للمجندين الجدد كانت تنشط بمنطقة الوسط وأغلب هؤلاء ينحدرون من الأحياء الشعبية بالعاصمة وقد تم إيفادهم الى منطقة الشرق في محاولة أيضا لقطع الطريق أمام محاولات تسليم أنفسهم بعد ترددهم في تنفيذ اعتداءات انتحارية وكانوا قد تلقوا تدريبات على الرمي والاغتيالات الفردية ويتم تأطيرهم من طرف قدماء النشاط الإرهابي أغلبهم من بقايا "الجيا".