رغم الإجراءات الاجتماعية والأمنية التي تبنتها السلطات العمومية إلا أن ما يسمى بالحراقة تزداد تناميا خطيرا ومثيرا وقد تحولت من الظاهرة إلى العدوى سريعة الانتشار التي تصيب كل يوم مجموعات جديدة من الشباب الجزائري اليائس والراغب في الهربة والبحث عن الجنة الموعودة والحلم الضائع المزيف ما وراء البحار * من الغرق والفقدان إلى الحجز والسجن، إلى "الإهانة" بمراكز تجميع المهاجرين السريين قبل إتمام إجراءات التحويل إلى البلد الأصلي، تواصل شبكات وحتى عصابات "تنظيم" رحلات الموت لفائدة شباب مغامر ومقامر، في تهريب هؤلاء بحرا، مقابل تلقيها أموالا بالملايين، وقد تطور حال "الحراڤة" في الجزائر، إلى حدّ أصبحت "حلا" تستنجد به جامعيات ونساء أصابتهن عدوى الهجرة غير الشرعية. * وقد أثبتت التحريات والتحقيقات، أن عشرات القوارب التي تم توزيعها في وقت سابق، في إطار دعم تشغيل الشباب، في مجال الصيد البحري، تحولت إلى "قوارب موت" تستخدمها شبكات هدفها جمع أكبر قدر ممكن من المال، قصد تهريب "الحراڤة" إلى بلدان أوروبية، تحت وهم "العيش الكريم" وباسم شعار: "ياكلني الحوت وما يكلنيش الدود"! * وبالرغم من نداءات الحكومة والرئيس والأولياء، والإجراءات "التحفيزية" لإعادة الأمل وطمأنة الشباب "القانط"، إلاّ أن "عصابات" تنظيم "الحراڤة" مازالت مستمرة في عمليات التهريب و"إقناع" ضحاياها بالهجرة و"الفرار" نحو بلدان تزعم بأنها توزع الذهب والفضة على النائمين، حيث يتساوى الذين يعملون والذين لا يعملون! * لكن، الحقيقة التي اصطدم ومازال يصطدم بها مئات "الحراڤة"، هي إنكسار أحلامهم على صخرة مخافر حرس السواحل بالدول الأجنبية التي يفرّ إليها هؤلاء، حيث يستيقظون على "ركلات" وهراوات بمراكز تجميع المهاجرين غير الشرعيين، وهناك "الإهانة" والأمراض المعدية والإساءة و"سين وجيم"، في انتظار إجراءات الترحيل الإجباري على متن رحلات خاصة بإتجاه البلد الأصلي. * يشار إلى أن الطبقة السياسية، مازالت عاجزة عن توقيف حلقات "الحراڤة" التي تحولت إلى مسلسل مأساوي تقرؤه مشاهد الغرق وبقايا الجثث التي مزقها الحوت وشوهتها أمواج البحر، بما يستدعي، برأي مراقبين، تدابير استعجالية، ليس لترغيب وترهيب الشباب "المسكين" و"المغرر بهم"، لكن لمحاربة "فرق الموت" التي تحترف "الحراڤة" كمنصب مرموق ومهنة سامية تعود عليها بالملايين والملايير! * ولا يمكن إخفاء علاقات وروابط شبكات تنظيم رحلات "الحراڤة"، بعصابات تهريب الممنوعات، من بينها الأسلحة والمخدرات، في إطار "شبكة دولية" تتخذ من السواحل والممرّات البحرية نقاط عبور ومراكز تحويل لتنفيذ مخططاتها باستخدام قوارب الشباب الهارب و"المهرّب". وبلغة الأرقام، فقد تمّ تسجيل وفاة ما لا يقل عن 35 جزائريا خلال 6 أشهر الأخيرة فقط.. وهي نهاية "الحراڤة"، العودة إلى الجزائر في توابيت وصناديق الموتى بدل العودة إليها بالصكوك المالية والفيلات والسيارات.. والشقراوات وجوازات السفر الحمراء!