خلفت الأمطار التي تهاطلت على ولاية الوادي، خسائر مادية معتبرة، وكشفت مدى هشاشة المشاريع التنموية، التي لم تصمد في وجه حبات المطر، التي أدت إلى إغراق الطرقات والأحياء في أوحال وبرك مائية، صاحبتها انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وسط الخوف والذعر الذي خيم على المواطنين من أصحاب السكنات الهشة والبنايات القديمة، الذين يقطنون في الأحياء المهمشة. إذ عرت هذه الأمطار، واقع التنمية المحلية والبنية التحتية، التي يتبناها المسؤولون المحليون، وكشفت المستور، حول الغش الفاضح في عشرات المشاريع المنجزة، وعدم قدرتها على مجابهة أبسط الكوارث الطبيعية، حيث تحولت الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية إلى وديان، وأغلقت بالكامل، بسبب تجمع المياه المتراكمة، التي حدت من تنقل المركبات والأشخاص على حد سواء، وغرقت أحياء ومساكن في الأوحال على غرار حي النزلة والأعشاش والمنظر الجميل، إذ أن هذا الأخير، صنف من الأحياء المثالية، والتي انتهت فيها مشاريع التهيئة بالكامل، غير أن واقع الحال يخالف ذلك. وشكل عشرات المواطنين، خلايا أزمة تضامنية شعبية وسط أحيائهم، لإخراج المياه من عديد المنازل بوسائل بدائية، وجلب التراب لتجفيف الأزقة والتقليل من تسرب المياه داخل المنازل، وفتح أبواب منازلهم للجيران وعائلاتهم، الذين يعيشون في مساكن هشة وقابلة للسقوط في أي لحظة، وسارع مواطنون آخرون لشراء الأغطية البلاستيكية كحل مبدئي وعاجل لتغطية مساكنهم لكي لا تبتل، خوفا من انهيارها على أساس أنها مبنية بالجبس المحلي. كما زاد الوضع تعقيدا انقطاع التيار الكهربائي، وسقوط أعمدة واحتراق بعضها، إضافة لشبكات التطهير ومشروع رئيس الجمهورية الذي فاق مبلغه 3200 مليار، ولم يواكب تطلعات المواطن البسيط، على حد تعبير الكثير منهم، وبدل أن تمتص بالوعاته المياه، أصبحت تصدرها، بألوان وروائح كريهة، والتي أغرقت منازل وإدارات بالكامل رغم ارتفاعها عن مستوى الطريق، على غرار ما وقع في حي المنظر الجميل والأعشاش والمصاعبة، الذي تؤكد التقارير الرسمية لمديرية التعمير، أنها أحياء مكتملة التهيئة عن آخرها، كما تعد البناءات الهشة حسب إحصاء 2007، أن ولاية الوادي تمثل 10 بالمائة من المجموع الوطني، بحوالي 40 ألف سكن قابل للانهيار على رؤوس ساكنيه في أي لحظة، كما بات المشي في شوارع وأزقة الأحياء خطرا كبيرا على المارة. وسخرت الحماية المدنية، وكذا الجماعات المحلية، جميع الإمكانيات البشرية واللوجيستية، مع حالة من الاستنفار والتأهب، مع بداية أولى القطرات، لمجابهة الوضع، لكن انسداد بالوعات التطهير، وعدم مساهمتها في امتصاص مياه الأمطار، أدى إلى غرق عديد الأحياء والمنازل، مما صعب من مجهوداتهم على حد تعبير مصدر مقرب من الحماية المدنية. في حين ناشد المتضررون، المسؤول الأول للولاية من اجل التدخل العاجل، واحتواء العائلات المتشردة، التي انهارت منازلها، ورفع الغبن عنها، والتسريع في إطلاق برامج سكنية للبناء الهش قبل أن تحصد الأرواح، وفتح تحقيقات حول مشروع الصرف الصحي.