تألقت السوبرانو الجزائرية المغتربة أمال إبراهيم جلول في حفل ختام الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، الذي أحيته الأوركسترا المتعددة الجنسيات بقيادة المايسترو أمين قويدر وحضره جمهور غفير بينهم رسميون يتقدمهم وزير الثقافة عزالدين ميهوبي والكاتب محي الدين عميمور والسينمائي أحمد راشدي وغيرهم. بداية الحفل كانت بمقطع من الموسيقى العالمية قدمه الجوق الدولي ترحيبا، لتدخل السوبرانو الجزائرية أمال إبراهيم جلول تحت تصفيقات الجمهور الذي تفاعل مع أدائها أمس الأولّ على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، فاستطاعت لفت الانتباه بصوتها الأخاذ مرددة أغان أوبرالية غربية على فترات مختلفة لتمنح بين الحين والآخر مجال العزف المنفرد للأوركسترا السيمفونية التي أبهرت في الختام برفقة أمال جلول وأدت معزوفات من روائع مشاهير هذا اللون الكلاسيكي، على غرار معزوفة لموزار افتتاحية لموزار تحت عنوان "نوس دوفيغارو"، وثانية "دون جيوفاني، هواء زرلان، باتي باتي اوبال ماسيتو"، وتمت بصوت السوبرانو، وكذا معزوفة أخرى لموزار بعنوان "رينالدو،لاستيا شيو بينغا"، لينتقل العازفون الى توقيع رائعتي ماسكغاني بعنوان "كوردلريا روستيكانا" و"انترميزو"، ثم أديت مقاطع للعالمي بوتشيني: هي "جياني سيتشيشي" "و"اوميو بابينو كارو"، وغيرها، وما زاد تفاعل الحضور الذي غصت به القاعة الصوت العذب الذي تميزت به أمال جلول في تأديتها لهذه القطع العالمية، لاسيما تأديتها لمعزوفة المغني الجزائري القبائلي إدير وموزعها الموسيقي سماعيل بن حوحو "أمديز" وبالعربية "الشعراء" التي عادت عبرها بإحساس كبير إلى لحظات الفراق والحب والقساوة والإنسانية التي طالما ترتبط بهذه الجوانب، حيث ألهبت حنجرتها الركح وأضفت الدفء في قلوب الحاضرين، ولم تتوقف المتعة هنا فقطو بل صنعت قطعة "روميو وجولييت" و"أريد أن أعيش" الحدث الذي تواصل في المرحلة الثانية بدخول تاليان أرام على آلة التشيللو، مقدما بذلك أعذب الألحان الراقية للجمهور الذواق فبدأها رفقة الأوركسترا السيمفونية المتعددة الجنسية بالعزف على واحدة مما ألفه الموسيقي "سانت سازان" تحت عنوان "كونسرتو لفيولنسال" معزوفة رقم 1 "لامينور"، لينتقل وسط تناغم أصوات الآلات الموسيقية المختلفة من كمان وتشيللو بإحساس وسلاسة إلى عزف العملاق فاردي "عايدة"، "المسيرة الكبرى"، ليختتم رحلة السيمفونية من المسرح الوطني الجزائري بأداء على مرحلتين روائع تشايكوفسكي تكريما واحتراما لما قدمه من فن راق أطرب مسامع العالم، فوقعت الأنامل المتعددة الجنسية سهرة الختام وصدحت لغة واحدة هي الموسيقى وعزفت لحن "كاس نوازات" و"فاس دي فلور" و"مسيرة سالف". وعلى هامش الحفل، كرمت المحافظة ووزير الثقافة عزالدين ميهوبي مجموعة من الأسماء التي تشتغل في المعهد العالي للموسيقى وكذا المنتمين لمدارس تعليم الموسيقى وكذا المعاهد الجهوية، وذلك تأكيدا على رغبة إعادة الاعتبار لهذه الفئة التي تضررت كثيرا في العشرية السوداء وقاومت بالبقاء في مناصبها، وأبقت آلاتها الموسيقية تنبض بالحياة، على حدّ قول بوعزارة في مناسبات سالفة، ومن هؤلاء جعاد عمر، بوحلوان الهادي، بادي رشيد، فريد فوانات، حميد كشرود، بلقاضي توفيق، وآخرين.