تحولت ريمة الحاج إلى نجمة اللقاءات السينمائية ببجاية بفضل نجاحها في نقل معاناة الشعب اللبناني إلى الجزائريين بطريقة سينمائية فريدة من نوعها مكنتها من كسب ورقة الجمهور الذي وقف إلى جانبها من البداية إلى النهاية، وبعد امتحان الجمهور، فتحت قلبها ليومية الشروق، حيث كان معها الحوار التالي. سؤال تقليدي.. من تكون ريمة الحاج؟ ريمة الحاج منتجة سينمائية من جنسية لبنانية وأعيش في لبنان، اشتغل مخرجة أفلام، والفيلم الذي حضرت به "هدنة" هو الأول الذي أنجزته من النوع الطويل ويعرض لأول مرة في الجزائر، طبعا سبق لي ان أنجزت عدة أفلام قصيرة. فكرة انجاز الفيلم طريفة وبسيطة، حيث البداية كانت فكرة، ثم تحولت إلى اقتراح ومغامرة وانتهت بفيلم طويل وأبطاله هم أفراد من عائلتي وبالتحديد عمي وأبي وعدد من رفاقه في السلاح أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. كيف وجدت ظروف تنظيم هذه اللقاءات السينمائية التي احتضنتها عاصمة الحماديين بجاية؟ جيدة من حيث الكم الكبير من العروض والجمهور الذي تحول إلى لجنة تحكيم لتقييم الأفلام، هذا جيد، ولكن تمنينا لو كانت هناك مسابقة ولو بجوائز بسيطة لخلق نوع من الحيوية وأجواء المنافسة بين المخرجين وكتاب السيناريو، هذا مجرد رأي فقط، أنا لأول مرة أدخل أرض الجزائر وأبهرت بالمناظر الطبيعية التي تزخر بها هذه المنطقة. وبالنسبة لهذه اللقاءات أنا سعيدة جدا بالنشاط السينمائي، لأنه بفضل السينما أنا هنا، وبفضلها تتدعم العلاقات بين البلدان، خاصة بين الجزائر ولبنان، مؤسف حقا أن يجهل الجزائري ما يحدث في لبنان والعكس صحيح، إلا عن طريق وسيلة السينما، التلفزيون لا يحكي الحقيقة، بينما المصداقية كلها في الشاشة الكبيرة. ما نوع النص الذي عالجه الفيلم الذي قدمته؟ الفيلم يتحدث عن مجموعة من الرجال الذين خاضوا غمار الحرب الأهلية، كانوا في صفوف الكتائب المسيحية وأعمارهم تتراوح بين 08 إلى 16 سنة، واليوم تجاوزوا عتبة السبعين، ورغم ذلك مازال يربطهم الحنين للحرب اعتقادا منهم أن القصاص لم يتحقق، هم قاموا بالحرب ومازالوا مقيدين بماضيهم، لم يحققوا الثروات ولم يبلغوا السلطة مثل الآخرين ويعيشون مهمشين، مازالت مجزرة صبرا وشاتيلا عالقة في أذهانهم، وأنا تجرأت ووقفت وسطهم أطرح عليهم أسئلة لأتعرف على أسباب الحرب التي هي سبب الكارثة التي يعيشها المجتمع اللبناني اليوم. كيف تقرئين تدخلات الجمهور التي أحيانا لم ترحمك؟ جيدة جدا، بصراحة كنت خائفة وقلقة إدراكا مني أن الجمهور الجزائري تربطه علاقة متينة بالسينما وهو مثقف ومطلع جيدا في شؤون السينما والسياسة، كنت في غاية القلق، لأني طوال الأسبوع وأنا أتابع تدخلاتهم مع مخرجين آخرين، نظراتهم الثاقبة تحمل تفاصيل مثيرة عن كل موضوع، ومعي عرفوا كيف يطرحون أحسن الأسئلة والاستفسارات، هم يعرفون كيف يجعلون المخرج بطلا بعد عرضه، وأنا شعرت وكأني كبيرة بعد نهاية النقاش. كيف هي حالة الشاشة الكبيرة في بلدكم لبنان؟ في وضع جيد، فمنذ 2006 أنتجت الكثير من الأفلام وعادت دور الإنتاج إلى العمل والممثلون استعادوا حيويتهم، حركية إنتاجية دائمة ومتواصلة، قاعات السينما موجودة وبكثرة، في لبنان اليوم القاعات موجودة والعروض كثيرة، لكن المشكل ان الجمهور قليل، لأن الناس يعتقدون أن السينما ليست بالأولوية، وحتى الحكومة لاتزال مترددة في وضع المال الكافي لخدمة الثقافة.