تقع قرية "اريكين" التابعة لبلدية جانت بولاية ايليزي، على الحدود الجزائرية الليبية، وتقطنها قرابة 40 عائلة مستقرة بالمنطقة في سكنات ريفية، وآخرون داخل أكواخ، لكن رغم تمسك سكان التجمع بهذه المنطقة، والحياة فيها مع الظروف الطبيعية الصعبة، إلا أنهم عبروا عن مشاكل تواجههم في مسايرة الحياة هناك، مطالبين بحلول جدية لها. فالمواطنون لا يزالون يعانون مشاكل تتعلق بالصحة والماء الشروب، والكهرباء، وكلها تعتبر من أهم متطلبات الحياة العصرية حسبهم. فبخصوص مياه الشرب، كانت مصالح الري قد باشرت قبل سنوات عمليات حفر آبار عميقة لفائدة سكان المنطقة، إلا أن نتائج الحفر لم تحمل أي نتيجة ايجابية، حيث بقيت حياة المواطنين هناك مرتبطة بما تجود به آبار تقليدية أنجزت منذ مدة، ويرتبط توفر المياه فيها على الأمطار والمياه السطحية، حيث يتم تزويد السكان حاليا بواسطة صهريج من البئر المذكورة نحو سكنات المواطنين، إذ طالب السكان بضرورة ربط سكناتهم بشبكة الماء الشروب مع الخزان المنجز والمتواجد فوق أحد المرتفعات الصخرية للتقليل من معاناة نقل الماء، وكذا المطالبة بإنجاز خزان جديدة ومواصلة عمليات البحث عن المياه. وبخصوص التغطية الصحية، ورغم أن القرية أنجزت بها عيادة للتكفل بمشاكل المواطنين في هذا الجانب، إلا أن العيادة لم يتم تأطيرها واستغلاها بعد، ليبقى مطلب سكان القرية، في الوقت الحالي توفير سيارة إسعاف لنقل المرضى والمصابين من المنطقة نحو مدينة جانت التي تبعد قرابة 160 كيلومتر من القرية، حيث يعتبر السكان توفير طبيب بعيادة القرية حلا للمعاناة التي يعيشها سكان اريكين الحدودية. أما بخصوص الكهرباء فالسكان يتزوّدون بهذا المادة لمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات في كل ليلة، حيث لا يزال المشروع المسجل لجلب الشبكة الكهربائية من قرية تين الكوم الحدودية لم ينطلق رغم الوعود التي تلقاها السكان بانطلاق المشروع في شهر مارس الماضي، ويعتمد الأمر على مولد كهربائي لا يكفي لسد حاجة السكان هناك، وفضلا عن عدم كفاية المنتج من الطاقة الكهربائية بسبب صغر المولد الكهربائي، فإن السكان عبروا عن مشاكل أخرى تتعلق بعدم التزوّد بما يكفي من وقود المازوت لتشغيل هذا المولد الكهربائي، بينما كان المطلب الرئيس للسكان هو منحهم مولدا كهربائيا كبير الحجم لتغطية الاحتياج المعبر عنه في الطاقة إلى حين ربط المنطقة بشبكة الكهرباء انطلاقا من تين الكوم الحدودية.