تحتضن مدينة مدريد الإسبانية في الفترة ما بين 22 وحتى 27 سبتمبر الجاري فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين للهيئة العالمية للمسرح. ويتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الستين لتأسيس هذه الهيئة وبعد انتهاء أعمال جمعيتها العمومية، ما يجعل هذا الدورة حسب المراقبين استثنائيا بكل المعايير، إلا أن ما يميزها كذلك هو غياب الجزائر عن هذا المؤتمر. * يعتبر مؤتمر الهيئة العالمية للمسرح من أهم الفضاءات العالمية التي تجتمع فيها أعرق وأكبر المدارس المسرحية في العالم. فزيادة على تبادل التجارب والخبرات، والتعرف على أحدث الأساليب الإبداعية في التمثيل المسرحي وتقنيات الكتابة وفنيات الإخراج، فإن هذه الهيئة تعتبر مرجعية للإبداع المسرحي في العالم، فهي توفر الإمكانات المادية والأدبية لترقية الفعل المسرحي العالمي، من خلال الورش التكوينية التي يؤطرها متخصصون في هذا المجال، وهي هيئة مفتوحة على التجارب الإبداعية من مختلف التيارات والمدارس. * كما تتوفر الهيئة على برامج تكوينية محلية تمنح للدول الفاعلة في الهيئة، وتخصص مساعدات مادية وأدبية لها لترقية الفعل المسرحي، وتعطيها الفرصة لدفع الأنظمة السياسية للاهتمام بالمسرح في بلدانها وتعمل على إشراك المسرحيين في المناسبات الدولية مثل المهرجانات والملتقيات. * ويأتي غياب الجزائر عن هذا الحدث الدولي المهم بعدما تم إقصاؤها عن إدارة الهيئة العربية للمسرح والتي أنشئت في الشارقة، بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتكون المنظمة المظلة العربية الموثوقة لرعاية هذه الهيئة وخير عون لهذا المشروع العربي الرائد، انطلاقا من قناعته بضرورة أن تصبح الهيئة العربية للمسرح بيتا وراعيا للمسرح والمسرحيين العرب. وكانت الجزائر سباقة لاقتراح إنشاء هذه الهيئة عربيا، وذلك على هامش مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة، إلا أن الخليجيين تمكنوا من استباق المبادرة وتأسيس المشروع وتجسيده بالتعاون مع عدد من الفنانين المصريين حيث أنشئت الهيئة العربية للمسرح في النهاية دون مشاركة الجزائر. * وتبقى الهيئة العربية تهدف إلى دعم المسرح العربي ماديا ومعنويا وتعزيز التعاون الفني بين المسرحيين العرب وتهيئة سبل التواصل بين الفرق المسرحية العربية، كما تهدف إلى تكوين وتأهيل الكوادر المسرحية العربية من خلال الورش والدورات التدريبية المتخصصة وتفعيل المهرجانات العربية وتطويرها. كما تسعى إلى تفعيل الانفتاح على التجارب المسرحية العالمية، وتهيئة كوادر مسرحية قيادية عربية من جيل الشباب والاعتناء به وتذليل الصعاب أمام ممارسته العملية المسرحية.