لاتزال ظاهرة اختطاف الأطفال تصنع الحدث بربوع الوطن وترعب العائلات الجزائرية، حيث انتقلت العدوى إلى الجنوب أيضا، فظاهرة الاختطافات والنهاية المأساوية لمعظم هذه السيناريوهات التي شغلت بال الجزائريين جعلت الجميع في حالة تأهب. بعد اغتيال البراءة في العديد من المدن الجزائرية كالخروب وقسنطينة والعلمة ووهران والعاصمة، أصبح الرعب يخيّم على العائلات بالجنوب الجزائري خوفا من انتقال هذه الأفكار الهدامة إلى ورڤلة التي تستوعب عائلات ميسورة ينحدرون من معظم ولايات الجمهورية وحتى من جنسيات أجنبية. مع تزايد وتضاعف ظاهرة اختطاف الأطفال والتي أصبحت قضية رأي عام على المستوى الوطني، سارعت العائلات بالجنوب الجزائري وخاصة بورڤلة وتڤرت وحاسي مسعود إلى اتخاذ إجراءات وقائية على مستواها. وجنّد عدد كبير من رجال الأعمال ومديري شركات وطنية وخاصة وحتى قيادات عليا في المؤسسات العسكرية والأمنية مرافقين لأبنائهم أو تأجيرهم، وتخصيص سيارات خاصة تضمن نقلهم وتأمينهم من البيت إلى المدرسة، أو العكس، خاصة إذا كانت هذه المدارس بعيدة عن مقر الإقامة كالمتوسطات والثانويات خوفا من الابتزاز أو تصفية حسابات. وأما الأمهات فأصبحن لا يرتاح لهن بال إلاّ بعد ضمان مرافقة أبنائهن ذهابا وإيابا إلى المدرسة، حيث أصبحت المدارس بورڤلة تعجّ بالتلاميذ وأوليائهم يوميا عند فترات الدخول والخروج. وصرّحت إحدى أمهات تلاميذ ثانوية حي الرمال الجديدة بتڤرت ل"الشروق" أن سبب رفض أولياء التلاميذ تمدرس أبنائهم بهذه الثانوية الجديدة رغم موافقتهم في الوهلة الأولى تعود إلى موقعها خارج النسيج العمراني، ما يسهل عملية اختطاف أبنائهم والاعتداء عليهم. واعتبر البعض أن الاختطافات بالشمال والرعب في الجنوب المهدد هو الآخر بهذه الظاهرة التي لم ترحم أحدا، لذا أصبحت العائلات تطبق المقولة المشهورة "الوقاية خير من العلاج"، كما سجلت المؤسسات التربوية خلال المواسم القليلة الماضية ارتفاعا مقلقا لظاهرة العنف المدرسي والاعتداءات الجسدية بالأسلحة البيضاء آخرها بثانوية مالك بن نبي بالرويسات بعد أيام قليلة من الدخول المدرسي تسببت في إصابة 7 طلبة نقلوا على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات. وسجل قبلها طعن تلميذ في المرحلة المتوسطة بتڤرت بسكين على مستوى الظهر نجا بأعجوبة، من إعاقة على مستوى العمود الفقري بعد إجراء عملية جراحية عاجلة. هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري وخاصة بالصحراء الجزائرية أصبحت تشكل كابوسا مرعبا للعائلات خوفا على فلذات أكبادهم.