لا تغير مباريات كرة القدم عندنا شيئا من التجاوزات الأخلاقية التي يلجأ إليها اللاعبون وخاصة المناصرين الذين يتناسون الشهر الفضيل وتبقى أغانيهم وخاصة غضبهم على الحكم وعلى لاعبيهم ومنافسي فريقهم تصب في السب والشتم الذي تستعمل فيه الكلمات السوقية ولسوء الحظ يختفي المتفرجون الذين من المفروض أن يكونوا حكماء مما يعني أن ملاعبنا منقسمة إلى جماهير تسب وأخرى تصمت، * وقد تزامنت الجولة الخامسة من القسم الأول التي عشناها أول أمس مع يوم الخميس ما بين أربع مباريات أجريت في حدود صلاة العصر، حيث أمطر أنصار مولوية العاصمة لاعبيهم بالسب السوقي بعد تعادلهم 3 - 3 ضد جمعية الخروب ولحسن الحظ أن مباراة الشلف ضد النصرية جرت من دون جمهور وإلا كان الشلفاوة قد (أفطروا) شتما، وفي مباريات السهرة التي جرت ما بعد صلاة التراويح قام بعض مناصري وفاق سطيف عقب تعادل فريقهم ضد اتحاد العاصمة بتجاوز أخلاقي في حق حكم المباراة وهو شتم سوقي لم يستطع الفرد الجزائري التخلص منه رغم قبحه ورغم التطور الذي عرفه مجتمعنا والصحوات الإسلامية التي تظهر من خلال ازدحام المساجد وتعلق الناس بالصيام وقناعتهم بأن الشتم والكلام الفاحش من مبطلات الصيام. والغريب أن بعض المناصرين وللأسف المسموع يتغنون بمجرد شعورهم بالخيبة وعدم تمكن فريقهم من الفوز بالمخدرات »الزطلة«، حيث يهتفون بأن ليلتهم ستكون للمخدرات ويتوعدون الحكم بأفعال مشينة شاذة، كما دخلت هتافات ترك البلاد والهجرة السرية شعارات بعض المناصرين كما حدث في لقاء أول أمس الخميس الذي جرى في السهرة ضمن بطولة الدرجة الثانية ما بين شباب قسنطينة ووداد بن طلحة والذي انتهى في حدود منتصف الليل وحضره ما لا يقل عن أربعين ألف متفرج، وإذا كان المعروف في الجزائر أن مولودية العاصمة وشباب قسنطينة هما أعرق فريقين فمن العار أن يكون أنصارهما بعيدين عن أن يكونا مثالا يقتدى به وللأسف فإن كل الأندية في الهم سواء. والملاحظ أن كل ملعب في الوطن نجده بمحاذاة مسجد كبير، بل إن بعض الملاعب مجاورة للمساجد كما هو حاصل في ملعب حمادي بالعاصمة الذي نكاد نقول أن المسجد تابع للملعب وأحيانا يتخرج المصلون من هتافات المناصرين التي تتزامن أحيانا مع صلاة الجمعة أو التراويح كما يحدث حاليا. هذا التطور الأخلاقي لم تضرب فيه مختلف الاتحاديات بيد من حديد، ففي مصر شتم أي لاعب بكلام سوقي يؤدي إلى تغريم النادي، وفي أوربا السب العنصري يكلف المضيف غاليا، بينما تنتشر أغاني الجهوية والزطلة والشذوذ عندنا والكل صم، بكم وكأن على رؤوسهم الطير، فليس معقولا أن نعاقب ملعبا، لأن مناصرا رمى بزجاجة ماء معدني بلاستيكية على خط التماس ولا نعاقبه والآلاف يهتفون بكلام مسيء لهم ولمجتمعنا ولبلدنا وللدين الإسلامي.