قال توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إنه تم تحديد الشخص والجهة المسؤولة عن الاغتيال وإنه بانتظار كشف سر صغير وستعلن النتائج قريباً. جاء ذلك في تصريح لإحدى الفضائيات الفلسطينية، مساء الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لوفاة عرفات، التي لم تكشف أسرارها حتى اللحظة ولم يتم تحديد المسؤول عن من يقف وراء تسممه. ويدرك الجميع أن وفاة عرفات ليست بسبب المرض بل إنه اغتيل عبر تسميمه بمادة البولونيوم المشعة. فبعدما أصدر المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية تقرير الأطباء الشرعيين حول فحص رفات عرفات، والذي جاء في 108 صفحات، بالإضافة إلى تقرير آخر أعده مركز الطب الجنائي الروسي بطلب من فلسطين، والذي أكد العثور على مادة البولونيوم المشع في رفاته. كما أوضح التقرير، أن مستويات البولونيوم التي وجدت في رفات عرفات تفوق المستويات الطبيعية ب18 مرة، وأن السُم المستخدم يعد من أنجع أنواع السموم التي تستخدمها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في عمليات الاغتيال. وكان الزعيم الفلسطيني قد أصيب بمرض غامض يوم ال12 أكتوبر عام 2004 أثناء حصار مقره في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية أحداث الانتفاضة الفلسطينية. وظهرت على عرفات أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام بطن، وبدأت حالته تتدهور ولم ينجح في إيقافها أطباء مصريون وتونسيون، مما استدعى نقله يوم ال29 من أكتوبر إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس. كما أخفق الأطباء الفرنسيون هم أيضاً في تشخيص حالته، فدخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم ال11 من نوفمبر من العام نفسه عن 75 عاماً. وأثار الاشتباه لدى الجانب الفلسطيني بأن عرفات قد يكون توفي مسموماً لعدم خضوع جثمانه للتشريح أو لم يحدد سبب الوفاة أو الكشف عن سجله الطبي. وبعد صدور تقارير إعلامية استقصائية تحدثت عن احتواء أغراض عرفات الشخصية على بقع من السوائل البيولوجية المتمثلة في مادة البولونيوم 210 المشعة قررت زوجة عرفات سهى عرفات رفع دعوة ضد مجهول بتهمة اغتيال عرفات. وأخرج في ال26 من نوفمبر 2012 جثمان عرفات من قبره لمعرفة أسباب وفاته، حيث قدمت مجموعة من الخبراء إلى الضفة الغربية، المكان الذي يوجد فيه ضريح عرفات، وشاركت ثلاث وفود دولية روسية وسويسرية وفرنسية في عملية أخذ العينات دون تحريك الرفات من مكانه. وقد هدد رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق في وفاة ياسر عرفات اللواء توفيق الطيراوي بأن القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في حال حصول دليل على اغتيال عرفات. وبعدما تسلمت سهى زوجة عرفات نسخة من التقرير أعلنت أن زوجها مات مقتولاً، وأن هناك جريمة ارتكبت، مضيفة أن الخطوة التالية بالنسبة للمحققين الفرنسيين هي متابعة التحقيق للكشف عن القاتل.