الأحداث والحوادث مع جدتي في بيتي لا تنتهي!.. يوم الأمس، كانت لنا حصة مع الرياضة في التلفزيون!.. فقد وجدت نفسي مرغما على متابعة مقابلة في الكرة (تسمى كرة القدم عندنا، لكن يمكن أن تسميها كرة الأيادي والأرجل والركالي والبونية والملاكمة الصينية !).. أنا لا أحب متابعة مثل هذه المقابلات، أحب البطولة الأوربية والعالمية.. ومع ذلك لا أتابع منها إلا المقابلات الكبرى!... أبنائي.. لاسيما الأوسط منهم المهبول على إحدى الفرق الوطنية »الخاسرة دوما« التي تلعب فقط لكي لا تسقط!.. والتي يقول مناصروها: ماتش في بلادنا، وركنية و»كافوياج«... خير من »بينالتي«!.. وجدت نفسي أتابع معهم المقابلة... وجدتي هي الأخرى بخيزرانتها المعقوفة في الأعلى والمدببة بخرطوشة من عيار 12/7 في الأخير... بجانبي، تعلق من حين لآخر..! فكنت أحب تعليقاتها لأنها بالفعل مضحكة وفي محلها: تعلق خير من حفيظ دراجي! طبعا، أبنائي لم يكونوا مرتاحين لتعاليقها...تعرف ذلك من خلال طريقة »مص الملح«: جدتي... أأأوه... خلينا نسمعوا! فترد عليهم: علاه أنتم تتفرجوا بوذنيكم؟... ياك عندكم العينين! أنا ما عنديش العينين وراني نتفرج معكم على هذا الزمان!.. من الصبح راهم عاطيينها غير للجري على كرة! ماكانش الكور في بلادنا؟.. راهم منهم وعليهم في السوق... وإلا الدراهم خونوهم وباش يعطيوا لكل واحد كرة... مخلين الشعب يجري ويتقاتل مع روحه! (وأنا أضحك وأضحك وهي تضيف...)... شوف شوف بعدة هذا اللي لابس لكحل (وأشارت بطرف عكازتها المدببة بخرطوشة حتى »دارت طنننن« في شاشة التلفزيون! فارتفع الصراخ: هرسيه... هرسيه!.. وهي لا تبالي وتضيف (شوف!.. شيباتي ويلعب بسروال عند الركبة... ما يروحش يصلي ويحج ويستنى الموت خير له؟.. وزيد بالزيادة ما يعرفش حتى يلعب... مازال الكرة ما مسهاش برجليه مللي بداو.! فيقطع كلامها صوت ابني الأوسط: هاااااا جدتي هاااا بركة! هذاك »لاربيتر«! فترد عليه: ولابغا حتى شانبيط! علاه نخاف منه؟.. ما نخاف غير من ربّي! أنا بعدة نقول الصح!.. ما يعرفش يلعب! في هذه اللحظة، يطرد أحد اللاعبين بدون أن تعرف أو تفهم لماذا فتسأل: وهذا علاش خرج وهو يزعف؟.. يرد عليها أحدهم (ما نيش عارف حتى شكون فيهم)... لكي يقصر الحديث: ما يعرفش يلعب..جدتي!.. يرحم جدك خلينا نتفرجوا! فترد: هاااا تفرجوا... شكون اللي غمض لكم على عينيكم! أنا راني غير نهدر... هاو حتى الهدرة ممنوعة في بلادكم؟... كان غير جدك الله يرحمه مانعنا من الهدرة ونهار نهار وهو: بلع أغلق أردم... زدتوا حتى أنتم كيفه؟.. فيقول لها الأصغر: جدتي... هاذاك خرجوه على خاطرش ما يعرفش يلعب! فترد عليه: شكون هذا اللي خرجه؟... ما يحشمش هذا..! فيقول لها: هذا للي لابس لكحل! فترد على الفور: هذاك الشيبوخا.. شيبة النار..؟ مايعرفش يلعب، ويزيد يطرد الناس... تفوه يا لطيف على تاخير الزمان اللي رانا فيه!.