يعيش هذه الأيام الكثير من أولياء التلاميذ في مدينة الوادي، حالة نفسية مضطربة بسبب كثرة المشاكل التي يواجهونها يوميا، والتي باتت تقلقهم أكثر مما سبق بسبب عدم الوصول إلى حلول ميدانية مناسبة تخلصهم من معاناتهم، ويتعلق الأمر بانتشار ظاهرة معاكسة التلميذات أثناء توجههن إلى المؤسسات التعليمية أو عودتهن منها. وقد تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة معاكسة التلميذات أمام المؤسسات التربوية التي انتشرت بقوّة في الآونة الأخيرة، بمختلف مناطق بلديات ولاية الوادي، بعدما كانت الظاهرة مقتصرة في بعض المؤسسات المعروفة بعاصمة الولاية فقط في السابق، حيث يمارسها بعض الشباب المراهق والمتهوّر باستعمال سيارات نفعية صغيرة الحجم، والدراجات النارية وغيرهما، وهي الظاهرة التي باتت تقلق حتى التلاميذ الذين أبدوا رفضهم القاطع وقلقهم الشديد من هذه الممارسات الخطيرة التي تتعرض لها زميلاتهم في الدراسة بصفة دائمة، خصوصا أنهم وقفوا على مشاهد خطيرة، منها تعرض الكثير من الطالبات للإغماء بسبب عدم القدرة على الدّفاع عن النفس، ناهيك عما يترتب من مشاكل أخرى موازية منها فقدان التركيز أثناء الدراسة والامتحانات أيضا. واشتكت طالبات للشروق اليومي، عدم وجود الحماية اللازمة في الميدان والتي تجنبهن الوقوع في هذه المشاكل العويصة، وهو ما زاد من حدّة قلقهن أمام تصاعد المشاكل من يوم لأخر، بفعل تحرشات بعض الشباب المتهورين، مما سبب لهن اضطرابات نفسية نجم عنها تذبذب في التحصيل الدراسي، خصوصا أمام إصرارهن على المواصلة وعدم ترك الساحة، كما حصل مع الكثير من الطالبات اللواتي فضلن التوقف عن الدراسة، بعدما سئمن من هذه المشاكل التي أرهقت أولياءهن أيضا. وأشار العديد من الأولياء ل"الشروق"، إلى تعرضهم للتهديد من قبل بعض الشباب الطائش الذين دأبوا على معاكسة بناتهم، فيما ذهب البعض منهم إلى حد التهديد بمقاضاتهم، كما جاء في تصريح البعض، بينما أجبر البعض الأخر بناتهم على التوقف نهائيا عن الدراسة بمختلف المؤسسات التربوية، بعدما رأوا أنّه السبيل الوحيد الذي يخلصهم من هذه المعاناة الدائمة والتهديدات المتواصلة التي تتربص ببناتهم. وأمام انتشار هذه الممارسات الخطيرة التي باتت تهدد حياة الكثير من بنات المنطقة، وفي ظل رغبة الكثير منهن لبلوغ مستويات عليا في الدراسة، في ظل قدراتهن الكبيرة التي تمكنهن من تحقيق ذلك، لمساعدة عائلاتهن التي تنتظر بشغف تجسيد الطموح من قبل بناتهم في الميدان، ناشد الأولياء جميع المعنيين من مواطنين ومسؤولين مكافحة هذه"الجريمة" كما أسموها، والتي تتطلب مشاركة الجميع دون استثناء لمعالجتها، لاسيما أمام شروع الكثير من مديري المؤسسات التربوية المتضررة، ورؤساء الهيئات وغيرها المساهمة في وضع حد لها انطلاقا من إعلام وإخطار جميع الهيئات المسؤولة بالخطورة التي تشكلها الظاهرة.