وجّه النائب ناصر حمدادوش، الأحد، مساءلة للوزير الأول عبد المالك سلال حول ما سماه "حقيقة ومصدر ال260 مليار دولار الجزائرية الموجّهة للاستثمار في أمريكا". وسأل حمدادوش الوزير الأول حول قضية أثارتها وسائل إعلام أمريكية تتعلق بزيارة وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد وحوالي 43 من رجال الأعمال الجزائريين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، على هامش أشغال مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي في الفترة بين 30 نوفمبر و05 ديسمبر 2015، جرى الحديث خلالها عن "استغلال حوالي 260 مليار دولار كسندات في الخزينة الأمريكية كاستثمارات من الجزائر فيها إلى غاية 2020، لإنقاذ مدينة "ديترويت" الصناعية الأمريكية، المفلسة منذ العام 2008". وقال حمدادوش موجها الكلام لسلال "هذا المبلغ يفوق احتياطي الصرف الجزائري ويساوي الغلاف المالي المخصص للمخطط الخماسي لرئيس الجمهورية 2014-2019، في الوقت الذي تعترف الحكومة بالأزمة الخطيرة التي تواجه الجزائر بسبب أزمة البترول وتراجع احتياطاتنا ورصيد صندوق ضبط الإيرادات وانهيار قيمة العملة الوطنية وتتجه نحو إيقاف مشاريع عمومية وتراجع ميزانية التجهيز ب45 بالمائة". وواصل حمدادوش مساءلته، التي نشرها على صفحته في فايسبوك "يخرج علينا وزير في الحكومة بهذه القضية، التي استوقفت الرأي العام ويتزامن هذا مع الجدل الكير حول قانون المالية لسنة 2016، الذي اعترفتم فيه بالأرقام بمؤشرات خطيرة توحي بشح إيرادات الخزينة العمومية وتبرير الزيادات في الماء والغاز والكهرباء والبنزين وقسيمة السيارات والرسم على شراء السيارات". وختم النائب قائلا "ما حقيقة هذه القضية وما هو مصدر هذا الغلاف المالي؟ وما حقيقة فتح الصناديق السيادية في الخارج عموما وأمريكا خصوصا؟ وما هي الفوائد التي ستعود بها على البلاد وما مساهماتها في الناتج الوطني الخام، أليس الأولى استثمارها في الجزائر حاليا ومن هي الجهة التي قررت أم أن هناك ما يتم إخفاؤه عن الشعب". وبثت قناة خاصة أمريكية تقريرا اقتصاديا، السبت، يؤكّد بالصوت والصورة زيارة الوزير عبد السلام بوشوارب ورجال أعمال جزائريين إلى مدينة الصناعة والسيارات الأمريكية "ديترويت"، وظهر بوشوارب إلى جانب مسؤولين رسميين وهو يدلي بتصريحات، كما أكّد المسؤولون الأمريكيون، ومنهم عمدة ديترويت، صب مبلغ 260 مليار دينار من الأموال الجزائرية لإنقاذ ميدنتهم. ولم تعلن السلطات في الجزائر عن هذا الخبر لا عبر بيانات وزارية ولا عبر وسائل الإعلام الرسمية كما لم تنفِه.