تعرف مختلف المساحات الفلاحية بولاية الوادي هذه الأيام، انتشارا مريبا وفظيعا للقوارض التي تهدد المحاصيل الفلاحية، خاصة البطاطا والطماطم ومختلف المزروعات. وتعد البطاطا الأكثر تأثرا بهذه القوارض، حسب ما أكده مختصون في النشاط الفلاحي، وهو المحصول الجاري حصاده هذه الأيام بأغلب مزارع وحقول الوادي التي تحقق منتوجا قياسيا يصل إلى حد 10 ملايين طن سنويا، ويؤدي انتشار الجرذان لتراجع المحصول وتردي نوعيته. ويعود السبب الأول في انتشار الجرذان والطوب حسب مختصين في الفلاحة إلى أطنان فضلات الحيوانات "الدجاج بالأخص" التي تدخل الولاية من الأقاليم الشمالية القريبة، والتي يعيش فيها هذا الجرذ ضمن دورة حياتية عادية، وتأتي عبر الشاحنات المحملة بالمواد العضوية مع بداية كل موسم زراعي، ويستعملها المزارعون كسماد طبيعي لمزروعاتهم، لتكون تلك الأكوام المترامية بالحقول بالولاية حاضنة لها، وتتكاثر بعد تسللها في تلك المخلفات الحيوانية المستوردة، ما تسبب في معاناة شديدة للفلاحين وأصحاب الحقول ومستثمرات النخيل خلال السنوات الأخيرة، ولم يجد لها الفلاحون المبيدات الناجعة للقضاء عليها. وتتمثل القوارض في جرذان سوداء كبيرة الحجم لها ذيل طويل اسمها العلمي "ميريون دوشون"، وولايات شمال البلاد بصفة عامة هي مصدرها الأساسي ، فهي تستغل ليونة وهشاشة البطاطا ودفئها تحت التربة في الشتاء بفعل السقي الليلي، لتقوم بأكل جزء منها وتخريبها والعبث بها، مما يقلل من فرص تطورها ونموها، وبيعها في ما بعد بالأسواق المحلية، أو حتى تهيئتها لعملية زراعتها من جديد في الموسم الزراعي الذي يليه بسبب التخمّر بعد تخريبها جراء فعل القضم. الفلاحون أشاروا بأن تفاقم هذا الخطر وانتشاره، غير مقتصر على الوادي فحسب، بل يمتد خطر الجرذان إلى باقي ولايات جنوب البلاد المنتجة للبطاطا والتمور، باعتبار أن الولاياتالجنوبية كلها ذات طابع فلاحي ويجلب فلاحوها الفضلات الحيوانية من ولايات الشمال، نظرا لافتقار التربة الصحراوية للمواد المعدنية والعضوية. واشتكى أغلب الفلاحين من عدم نجاعة المبيدات المستعملة والموجهة ضد هذه الجرذان، وعدم الفتك بها نهائيا، فأغلب الصيدليات الزراعية تروج مبيدات للقوارض، هي في الأساس موجهة للقضاء على الفئران العادية، والسبب فيها عدم جدية المهندسين في استيراد المبيدات الحقيقية لارتفاع تكلفتا المالية. ويطالب هؤلاء المتضررون من الجهات الرسمية المعنية بالقطاع الفلاحي مساعدتهم ودعمهم بمبيدات فعّالة، للقضاء على هذه القوارض الفتاكة وإنقاذ محاصيلهم الزراعية خاصة البطاطا وأشجار النخيل.