يشتكي الفلاحون المنتجون للبطاطا بالوادي من تهديد جرذان الطوب لمحاصيلهم الزراعية، لكونها تعبث بشكل يومي فيها نتيجة نقص المبيدان الخاصة بمحاربة هذه الطوب، مع تسجيل خطر آخر على محاصيل الطماطم وأشجار النخيل ومختلف الخضروات. أوضح الفلاحون أن محصول البطاطا الذي يجري حصاده حاليا أهم ما تنتجه المنطقة و تحقق به مستويات عالية في الإنتاج يصل لحد الفائض وتصديره إلى دول الاتحاد الأوروبي، بمعدل إنتاج 11 مليون طن سنويا، غير أن انتشار الجرذان كبيرة الحجم والمؤذية حتى للإنسان باتت تثير مخاوفهم من أن تتلف محاصيلهم ويصابون بكساد أو تلف للبطاطا التي بدؤوا في حصادها. وأضاف الفلاحون أن انتشار جرذان الطوب سببها أطنان فضلات الحيوانات الدجاج بالأخص، التي تدخل الولاية من الأقاليم الشمالية القريبة التي يعيش فيها هذا الجرذ ضمن دورة حياتية عادية. وتأتي عبر الشاحنات المحمّلة بالمواد العضوية مع بداية كل موسم زراعي ويستعملها المزارعون كسماد طبيعي لمزروعاتهم، لتكون تلك الأكوام المترامية بالحقول بالولاية حاضنة لها، وتتكاثر بعد تسللها في تلك المخلفات الحيوانية المستوردة، وهو ما تسبب في معاناة شديدة للفلاحين وأصحاب الحقول و مستثمرات النخيل خلال السنوات الأخيرة و لم يجد له هؤلاء المبيدات الناجعة للقضاء عليه. وحسب متخصص فلاحي، فإن هذه القوارض عبارة عن جرذان سوداء كبيرة الحجم لها ذيل طويل اسمها العلمي ”ميريون دوشون”، مشيرا أن ولايات شمال البلاد بصفة عامة هي مصدر لهذه القوارض، فهي تستغل ليونة وهشاشة البطاطا ودفئها تحت التربة في الشتاء بفعل السقي الليلي، لتقوم بأكل جزء منها و بتخريبها والعبث بها، ما يقلل من فرص تطورها ونموها وبيعها في ما بعد بالأسواق المحلية، أوحتى تهيئتها لعملية زراعتها من جديد في الموسم الزراعي الذي يليه بسبب التخمّر بعد تخريبها جراء فعل القضم. وأشار الفلاحون أن تفاقم هذا الخطر وانتشاره غير مقتصر على الوادي فحسب، بل يمتد خطر الجرذان إلى باقي ولايات جنوب البلاد المنتجة للبطاطا والتمور، باعتبار أن الولاياتالجنوبية كلها ذات طابع فلاحي ويجلب فلاحوها الفضلات الحيوانية من ولايات الشمال لاعتبار فقر التربية الصحراوية من المواد المعدنية والعضوية. كما اشتكى أغلب الفلاحين من عدم نجاعة المبيدات المستعملة والموجهة ضد هذه الجرذان، وعدم الفتك بها نهائيا.. فأغلب الصيدليات الزراعية تروج مبيدات للقوارض هي في الأساس موجهة للقضاء على الفئران العادية، والسبب فيها عدم جدية المهندسين في استيراد المبيدات الحقيقية، وهو ما أجل في كل مرّة وحين القضاء على مجموعات الجرذان المتنقلة بين الحقول، أين يطالب هؤلاء المتضررين من الجهات الرسمية المعنية بالقطاع الفلاحي مساعدتهم و دعمهم بمبيدات فعّالة للقضاء على هذه القواضم والقوارض الفتاكة وإنقاذ محاصيلهم الزراعية خاصة البطاطا وأشجار النخيل.