احتج، أول أمس، عدد غفير من عمال قطاع التربية لدائرة تاغيت، 99 كم عن عاصمة الولاية بشار، أمام مقر البلدية، تنديدا بما وصفوه الكارثة الأخلاقية والبيئية التي تسببت فيها الوفود الشبانية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، التي بلغ تعداد المدعوين منها 1200 شاب من مختلف ربوع الوطن، ما خلف حسبهم ظواهر لا أخلاقية لا تتوافق مع حرمة المؤسسة التربوية، مطالبين وزارة الشباب والرياضة بالاعتذار لوزارة التربية وتعويض الخسائر التي تسببت فيها الوفود التابعة لها. أكد المحتجون، في بيان أصدروه عقب الوقفة الاحتجاجية التي حملت العديد من اللافتات، عليها شعارات، منها "لا لاستغلال المؤسسات التربوية استغلالا لا أخلاقيا"، "وواقفون واقفون للفساد رافضون" أنهم ليسوا ضد السياحة، ولا أن تحتضن مدينتهم السياحية السياح من داخل وخارج الوطن، بل إنهم يثمنونها، إلا أن ما أقدمت عليه وزارة الشباب والرياضة في إطار تظاهرتها تحت شعار "الجزائر في أحضان صحرائها"، خلال العطلة الشتوية، هو الذي دفع عمال القطاع للتنديد والاستنكار، حين استغلت الوزارة المؤسسات التربوية بالمنطقة لإيواء وإطعام وفود من الشباب الذين زاد عددهم عن 1200 سائح، ما أحدث الكثير من التجاوزات التي أساءت إلى القطاع وإلى حرمة المؤسسة التربوية من خلال الاستغلال السيئ والمشين للمؤسسات التربوية وانتهاك حرمتها، بتحويل الأقسام إلى مراقد تمارس فيها الرذيلة والسلوكات اللا أخلاقية، فضلا عن بقاء أبواب المؤسسات مفتوحة ليل نهار، يدخلها كل من هب ودب من الأشخاص الغرباء عن الوفود المعنية بالإقامة داخل هذه المؤسسات التربوية، ما خلف تشويها وتخريبا طال محتويات الأقسام والمراقد والمطاعم بالتكسير الذي طال أبواب المراقد وباب الخزان المائي وغرفة التبريد وعدد كبير من مقاعد التلاميذ، ما أثر سلبا على الطاقم التربوي والإداري وحتى العمال المهنيين دون الحديث عن نفسية التلاميذ في أول يوم للدخول بعد العطلة. واستنكر عمال القطاع في بيانهم الانعكاسات السلبية التي اصطدمت بها الأسرة التربوية مع أول يوم للدخول المدرسي بعد العطلة، حيث تسببت هذه الظواهر الكارثية في ضياع الساعات الأولى من صباح أول يوم للدخول المدرسي من العطلة بسبب الفوضى الحاصلة والبحث عن المقاعد والطاولات من قبل التلاميذ، علاوة، يؤكد البيان على أن التلاميذ لم يتمكنوا صبيحة ذلك اليوم، من تأدية تحية العلم الوطني بالصورة اللائقة لامتلاء الساحة بالأفرشة المستعملة من طرف الوفود داخل الثانوية، إلى جانب ما تكبده العمال المهنيون من ضغط زائد في تنظيف مخلفات الوفود المشاركة في التظاهرة. وأكد العمال أنهم ليسوا ضد السياحة بالمنطقة بل العكس يثمنونها، إلا أنهم يتمنون عدم تكرار هذه التصرفات المشينة بسمعة المؤسسة التربوية مرة أخرى، والعمل على استغلال هذه المؤسسات التربوية لغاية نبيلة وأهداف راقية. وطالب المحتجون بضرورة تقديم اعتذار من وزارة الشباب والرياضة لوزارة التربية جراء التدنيس الذي طال حرمة المؤسسات التربوية بتاغيت والتعهد بعدم تكرار استغلال المؤسسات التربوية بهذه الطريقة المشينة والتعويض المادي للمؤسسات التربوية المتضررة.