من المتوقع أن تتجه، الاثنين، قافلة إغاثة إلى بلدة مضايا السورية الخاضعة لحصار قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني والتي تشير تقارير إلى أن الناس يموتون فيها جوعاً. وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعربت المتحدثة باسم وكالة الأممالمتحدة للاجئين مليسا فلمينغ عن الثقة في توصيل المساعدات. وتأجل وصول قافلة إلى البلدة كما كان مقرراً أمس (الأحد)، بسبب عقبات ظهرت في اللحظات الأخيرة. ويعيش نحو 40 ألف شخص في مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، والتي تشير تقارير إلى أن سكانها يأكلون حيوانات أليفة وأعشاباً من أجل البقاء على قيد الحياة. وقالت فلمينغ: "وصلني للتو تأكيد بأن قافلتنا الإنسانية سوف تغادر صباحاً". وأضافت "من العادي أن يستغرق الأمر وقتاً.. العقبات الإدارية دائمة". في غضون هذا، وصف برايس دي لا فيغن من منظمة أطباء بلا حدود الوضع في البلدة بأنه "مرعب جداً". وقال دي لا فيغن لبي بي سي، أن أكثر من 250 شخصاً في مضايا يعانون "سوء تغذية حاد"، مضيفاً أن "عشرة منهم يحتاجون إجلاءً طبياً فورياً" وإلا ماتوا. وتتواصل منظمة أطباء بلا حدود مع أطباء داخل البلدة المحاصرة. وفي وقت سابق، أعرب برنامج الغذاء العالمي عن الأمل في أن ينقل أول شحنة من الطعام والدواء إلى مضايا. ولم يتضح سبب التأجيل، لكن مراسل بي بي سي في بيروت، جيم ميور، يقول إن التفاوض بشأن التحرك عبر جبهات القتال طالما كان أمراً معقداً. ويحتاج الأمر موافقة على مستوى سياسي رفيع من طرفي النزاع، بالإضافة إلى موافقات فردية من المقاتلين على الأرض. وجرى كذلك مناقشة عملية مماثل لتوصيل مساعدات إلى قريتين تسيطر عليهما الحكومة في الشمال، وهما كفريا والفوعة. وشهد النزاع في سوريا فرض الحصار على عدة مناطق، لكن محنة مضايا حظيت باهتمام دولي، وهو ما يرجع في جانب منه إلى صور واردة من البلدة لسكان يعانون سوء تغذية حاداً. ويعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعاً محاصراً لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح. ومنذ جويلية، تخضع مضايا لحصار قوات النظام وأنصارها في جماعة حزب الله اللبنانية. وتشير تقارير كذلك إلى أن الوضع في كفريا والفوعة، الخاضعتين لحصار مسلحي المعارضة، يزداد سوءاً، إذ يبلغ عدد العالقين نحو 30 ألفاً.