باشرت مصالح الدرك بورقلة تحقيقات في هلاك عشرات الإبل بمواد يرجح أنها مشعة. كانت خلية البيئة بمصالح الدرك الوطني قد أعدت تقارير تحذر من انقراض الإبل في المنطقة، بسبب تلوث البيئة وعدم احترام الشركات البترولية للمعايير المعمول بها. وتأتي هذه التحقيقات بعد شكاوى تقدم بها موالون متضررون. كما تساهم حوادث المرور في ذلك. وهي دواع أدت إلى القضاء على العشرات من الجمال. عاد ملف تضاؤل أعداد الإبل بمناطق الجنوب إلى الواجهة، لاسيما بعد تسجيل مواد مشعة بالصحراء ساهمت في نفوق عشرات الرؤوس من الإبل سنويا، منها مخلفات الشركات البترولية. فيما هلك الأحد زهاء 20 رأسا في حادثة غريبة بمنطقة حاسي مسعود، حسب تصريحات عدد من المربيين، تحدثوا إلى "الشروق" عما وصفوه بالكارثة. استنادا إلى هؤلاء المربين، فإن الإحصائيات المسجلة تعد مرعبة ومقلقة بالنسبة إليهم، خصوصا حول انقراض ثروة الإبل بولايات الجنوب.. فقد سجل بولاية ورقلة وحدها هلاك 30 من النوق الولود خلال شهر فيفري. وسجلت ولاية الوادي، التي تحوز 30 ألف رأس من الإبل نفوق 120 جمل سنويا. وتشير معلومات، تحصلت عليها "الشروق"، إلى أنه يوجد في الولايتين المذكورتين أزيد من 15 ألف رأس من الإبل، أغلبها سائبة تملكها عائلات معروفة وتضع لها علامات مميزة للقيام بإحصائها سنويا، وأنه بمعدل ثلاث نوق تموت يوميا، منها الحوامل، بالرجوع إلى توضيحات المربين، أغلبها تموت جراء تناول مواد منها المشعة في الصحراء بعد تخلص الشركات النفطية منها، دون مراعاة الجوانب القانونية لحماية هذه الثروة من الهلاك. ورغم نداءات المربين، تظل ثروة الإبل تموت في صمت، حسب قولهم، حيث يطالبون اليوم بالتعويض. وحسب المربين، فإن هلاك مئات النوق يتم في ظروف كارثية، إما بسقوطها في مجمعات المياه القريبة من الآبار البترولية في عمق الصحراء أو تناولها مواد مشعة كالتي تحدث شهريا تقريبا، دون تدخل جهة بعينها، باستثناء مصالح الدرك الوطني. ومعلوم أن التحقيقات التي باشرتها خلية البيئة تتمثل في طبيعة المواد المشعة ومخاطرها على البيئة في عدة مناطق بالجنوب منها حاسي مسعود.