قرر مجلس النواب المصري، الأربعاء، إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، بعد استضافته السفير الإسرائيلي لدى القاهرة في منزله الأسبوع الماضي، معتبراً أن ما دار بينهما من نقاش يعد "مساساً وإضراراً بالأمن القومي للبلاد". وقال علي عبد العال رئيس مجلس النواب، إن 465 عضواً من إجمالي الحاضرين، يوم الأربعاء، وعددهم 490 وافقوا على إسقاط عضوية عكاشة، بينما امتنع تسعة أعضاء عن التصويت واعترض 16 نائباً فقط على القرار. ويتألف المجلس الذي يبلغ عمره شهرين فقط من 596 نائباً. ويشترط موافقة ثلثي أعضائه على قرارات إسقاط العضوية. واستضاف عكاشة وهو نائب مستقل السفير الإسرائيلي حاييم كورين في منزله بدائرته الانتخابية بمحافظة الدقهلية إحدى محافظات دلتا النيل قبل نحو أسبوع. وصوت النواب بإسقاط عضويته على الرغم من أن اللجنة البرلمانية التي شكلت للتحقيق معه في الأمر لم توص بذلك. وقالت مصادر برلمانية لوكالة رويترز للأنباء، إن اللجنة أوصت فقط بحرمانه من حضور جلسات البرلمان حتى انتهاء دورة الانعقاد الحالية. وقال شهود، إن عكاشة حاول دخول قاعة المجلس أثناء التصويت لتقديم اعتذار للنواب، لكن أمن المجلس منعه بناء على تعليمات من رئيس المجلس. وتابع عكاشة وقائع الجلسة عبر شاشة تلفزيونية في بهو داخل المجلس لبضع ساعات، قبل أن يغادر المبنى قبل انتهاء جلسة التصويت. وحين سأله صحفيون عن رد فعله قال عكاشة قبل أن يستقل سيارته مغادراً "لا تعليق". وأثارت تصريحات عكاشة حول ما دار في لقائه بكورين ردود فعل غاضبة. وقال عكاشة في تصريحات صحفية، إنه حث إسرائيل خلال لقائه مع السفير الإسرائيلي على التدخل لحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل وترى فيه مصر تهديداً لأمنها القومي. وجاء في تقرير أعدته لجنة التحقيق مع عكاشة، إنه "خالف أحكام الدستور والقانون ومبدأ الفصل بين السلطات" عندما تباحث مع السفير الإسرائيلي "في شأن من شؤون الدبلوماسية والدولية والجاري التفاوض في شأنها بمعرفة جهات الدولة المعنية مع دولة ثالثة على نحو يمثل مساساً وإضراراً بالأمن القومي للبلاد". وأضاف تقرير اللجنة، أن ما قام به عكاشة يعد "انتقاصاً من السيادة المصرية ودعوة للغير للتدخل في شؤونها". ووافق مجلس النواب، يوم الاثنين، على حرمان عكاشة من الحضور عشر جلسات، بعد تحقيق أجرته لجنة برلمانية خاصة رأت أنه أهان المجلس ورئيسه. وقبل ذلك بيوم ضرب النائب كمال أحمد عكاشة بالحذاء عند دخوله قاعة المجلس اعتراضاً على لقائه بالسفير الإسرائيلي. وخاضت مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي عدة حروب، لكنهما أبرمتا معاهدة سلام عام 1979 وبينهما علاقات دبلوماسية كاملة. وكان عكاشة مذيعاً بالتلفزيون الرسمي المصري، لكنه لم يحظ بالشهرة، إلا بعد إطلاقه محطة تلفزيونية خاصة قبل بضعة سنوات وتقديمه برنامجاً حوارياً بها. وعندما أوشكت جلسة التصويت على الانتهاء أوقفت قناة الفراعين التلفزيونية التي يمتلكها عكاشة بثها وأذاعت بياناً مكتوباً على خلفية سوداء يقول: "تتقدم قناة الفراعين بالشكر إلى الشعب المصري العظيم وإلى مشاهديها في كل مكان في الأمة العربية وتعلن إيقاف بث برامجها بصفة نهائية". وأضاف البيان: "قرر مجلس الإدارة تصفية أعمال القناة وتجميد أنشطتها وعرضها للبيع وتتقدم (القناة) بخالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي". ويهيمن مؤيدو السيسي الذي انتخب رئيساً للبلاد عام 2014 على البرلمان. وكان عكاشة من أهم مؤيدي انتخاب السيسي الذي أعلن حين كان قائداً للجيش ووزيراً للدفاع عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في انقلاب 3 جويلية 2013. وقبل نحو أسبوع قال عكاشة لصحيفة مستقلة في شريط مسجل نشر على موقعها: "هذه حكومة عاجزة. حكومة ضعيفة. حكومة لا تصلح أن تتبوأ مكانها. وعلى الرئيس السيسي إذا أراد أن يستمر أن يقيل هذه الحكومة". وأضاف "سأطالب بانتخابات رئاسية مبكرة. وأطالب بحل البرلمان وانتخاب برلمان جديد". وفي الأيام الأولى من عمر البرلمان الذي عقدت أولى جلساته يوم العاشر من جانفي وضع عكاشة شريطاً لاصقاً على فمه كتب عليه: "ممنوع من الكلام بأمر الحكومة"، زاعماً أن رئيس المجلس يمنعه من الكلام في الجلسات. ويزعم عكاشة، أنه أطلق شرارة المظاهرات التي بلغت الذروة يوم 30 جوان 2013 للمطالبة بعزل مرسي. ووصف نفسه بعد فوزه في انتخابات مجلس النواب في شريط مسجل نشر على يوتيوب بأنه "مفجر ثورات".