ذكرت أمس، مصادر روسية، أن رفض الجزائر لصفقة 15 طائرة من طراز "ميغ 29 س م ت" الروسية سيسبب تراجعا في مبيعات السلاح الروسي، وستتكبد مصانع السلاح الروسية خسائر هامة تتمثل في إلغاء صفقات أخرى أو تعطيلها مثل تسليم حاملة طائرات للهند. وحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أمس، فإن رفض الجزائر إتمام صفقة شراء "15 طائرة "ميغ 29 س م ت" بإرجاعها إلى روسيا لظهور أعطاب تقنية في محركاتها، سيكون له بعد إنتاجي سلبي، حيث سيتأجل تسليم حاملة الطائرات المطورة "الأميرال غورشكوف" إلى الهند لثلاث سنوات على الأقل بسبب فشل مصنع "سيفماش" الروسي في إكمال العمل عليها في الموعد المحدد، وطلبه تمويلا إضافيا بقيمة مليار دولار. من جهة أخرى، يتوقع أن يتسبب إرجاع 15 طائرة "ميغ" لروسيا في فشل إتمام صفقات سلاح أخرى، لا تتعلق بالبيع فقط، بل حتى التصليح والصيانة، حيث يشير الخبر إلى تجاوز الموعد المسجل في العقد الخاص بتجهيز طائرات النقل "إيل 76 م د" والطائرات الصهاريج (لتعبئة الوقود في الجو) "إيل 78" المبرم مع الهند أيضا.ويواجه مصنع "يانتار" الروسي هو أيضا، مصاعب كبيرة فيما يتعلق بتنفيذ عقد لبناء ثلاث فرقاطات من أجل الهند، بينما تمت الصفقة الأولى المتضمنة ثلاث فرقاطات بتأخر أيضا، سلمت إلى الجانب الهندي بتسجيل تأخر ملحوظ. وتروج في الآونة الأخيرة أيضا، في روسيا أخبار تشير إلى أن حاملة الطائرات "الأميرال غورشكوف" سوف تسلم إلى الأسطول البحري الروسي، فيما لو فشل التوصل إلى اتفاق مع الهند بشأنها. وذكرت الوكالة أن الجزائر رفضت الاستمرار في دفع ما بذمتها لروسيا من مستحقات ترتبت عن توقيع عقد كبير لشراء 15 طائرة من طراز "ميغ - 29 س م ت" بسبب انخفاض مستوى جودتها، ورجحت الأخبار أن الطائرات الروسية ستعود فعلا إلى روسيا، لكنها أرجعت الأسباب إلى "منافسة غير نزيهة من جانب فرنسا ودسائس داخلية في الأنساق العليا من السلطة الجزائرية". ورغم ما ذكرته من تبعات سلبية على بيع السلاح الروسي مستقبلا، إلا انها أكدت أن مشكلة طائرات "ميغ" الخاصة بالجزائر فيها جانب إيجابي يتمثل في أن القوات المسلحة الروسية سوف تستلم طائرات جديدة عمليا للجزائر بدلا من تلك المرفوضة. علما أن روسيا تبيع كل طائراتها الجديدة إلى الخارج، مكتفية بمجرد تحديث الطائرات التي تتسلح بها قواتها الجوية. وكانت زيارة الرئيس بوتفليقة، إلى روسيا، خلال الأسبوع الفارط، تركزت أساسا على تصحيح صفقة اقتناء 15 طائرة حربية من نوع "ميغ 29 ت م س"، حيث اتفق الجانبان الجزائري والروسي على إرجاع الطائرات المعيبة مقابل استلام طائرات جديدة من نوع "سوخوي 35". وكانت طائرات "ميغ" الروسية سجلت عدة حوادث سقوط خلال السنة الماضية، عبر عدة بلدان، ما يؤكد وجود خلل في محركاتها، حسب ما اكتشفته لجنة متخصصة بوزارة الدفاع الجزائرية.