اقترح الرئيس بوتفليقة، على رؤساء الدول والحكومات المشاركين في اجتماع مجلس الأمن المنعقد نهاية الأسبوع المنصرم، مراجعة نظم تمويل المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، وقال بأنه "فور الحصول على موافقة مجلس الأمن يتعين أن تستفيد عملية حفظ السلام في القارة الإفريقية من نفس المعاملة المخصصة للعمليات التي تقوم بها منظمة الأممالمتحدة، سيما فيما يتعلق بالتكفل وتوفير تمويل ملائم ومنتظم". تصريحات الرئيس قرأها نيابة عنه، رئيس الحكومة السابق، أحمد أويحيى، باعتباره ممثله الشخصي في الاجتماع، وقال أويحيى في مقدمة تمهيدية، قبل أن يشرع في قراءة رسالة رئيس الجمهورية أمام رؤساء الدول والحكومات الحاضرين في اجتماع مجلس الأمن، بأن الرئيس بوتفليقة "حباه بشرف تكليفه بمهمة النيابة عنه للتعبير عن تأسف رئيس الجمهورية لعدم تمكنه من حضور هذا الاجتماع الهام لمجلس الأمن الدولي بسبب كثافة أجندته الوطنية". وذكر أويحيى في هذا الصدد "حباني الرئيس بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بشرف التكليف بالتعبير لكم عن أسفه العميق لعدم الحضور بينكم في هذا الاجتماع الهام بسبب أجندة وطنية مكثفة". بوتفليقة على لسان أويحيى، شدد بقوله: "لقد آن الأوان لمأسسة التمويل" (أي جعل التمويل يتم بطريقة مؤسساتية)، تجاوز الطابع الظرفي لبعض المساهمات المالية التي تجعل تخطيطها وتسييرها صعبا. ودعا بوتفليقة المجموعة الدولية، إلى اعتماد تفسير أكثر طموح للباب الثامن من ميثاق الأممالمتحدة الذي يعد الأساس القانوني لعمليات حفظ السلام التي تقوم بها المنظمات الإقليمية، ووضع تفسير يأخذ بعين الاعتبار المعطيات المحلية ويحدد رؤية واضحة للمسؤوليات المختلفة والتكاملات، مشيرا إلى أنه من الضروري أن تتحقق الطاقة التي لم يتم استغلالها بعد، خاصة في مجالات التكامل والتفاعل والتنسيق التي يقوم عليها التعاون بين مجلس الأمن و المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية أن تتحقق كلية. وأضاف بوتفليقة "من أجل تجاوز هذه الشكوك نهائيا يجدر التفكير في آليات للتمويل أكثر توقعية وأحسن تنسيقا"، معتبرا بأن النهج الذي حدده رؤساء دول الإتحاد الإفريقي في جانفي 2007 والمتمثل في تنظيم مهام يقودها الاتحاد الإفريقي بموافقة مجلس الأمن.. قد يمكن هذا التوجه من تسوية العراقيل الكبيرة التي تواجهها إفريقيا نهائيا ويساهم هذا الحل في تعزيز الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. وهو ما شدد عليه رئيس الدولة في رسالة إلى مجلس الأمن، خص بها كلا من رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ورئيس مجلس الأمن ورؤساء الدول والحكومات وكذا الأمين العام للأمم المتحدة، بمناسبة اجتماعهم حول العلاقات بين منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية، وبالأخص الإتحاد الإفريقي حول حفظ السلم والأمن الدوليين، "كما انه قد يؤكد هيبة مجلس الأمن ومصداقيته في إشرافه على المبادرات الإقليمية التي من ثم ستسير في ظل وضوح الأهداف وفعالية الوسائل واليقين في مردودية أفضل بما يرضي المجموعة الدولية كلها".